سجل لاعب كرة القدم التركي المعتزل هاكان شكر هدفاً «في الدقيقة تسعين»، وفق وصف جماعة فتح الله غولين التي يعلن انتماءه إليها وعرفانه لها، بعد استقالته من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، متحدياً رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، إثر صداقة قوية جمعتهما لسنوات، أساسها شغف بالرياضة وتديّن. شكر، نجم نادي غلطة سراي والقائد السابق للمنتخب التركي، كان دوماً يثير إعجاب أردوغان، بأدائه الراقي وأخلاقه العالية، كما وصفه رئيس الوزراء، على رغم أن الأخير يشجّع نادي فنربخشه، الخصم اللدود لغلطة سراي. هذا الإعجاب جعل أردوغان قبل ثلاث سنوات يدعو شكر إلى الانضمام إلى حزبه، ووضعه في قائمة مرشحي حزبه في الانتخابات النيابية عام 2010. بل إن رئيس الوزراء دافع عن شكر في البرلمان، في مواجهة انتقادات متكررة من نواب المعارضة، بسبب امتناعه عن حضور الجلسات وتحجّجه بإجازات مرضية تبيّن أنها مزيفة، ناهيك عن مشاركته في برامج رياضية في التلفزيون الرسمي، لقاء أرقام فلكية تُعتبر سابقة. وشكر لم يخفِ يوماً «إعجابه» بحركة غولين، ولقاءه زعيمها أكثر من مرة. لكن الحلف الذي جمع غولين وأردوغان سابقاً ضد الجيش، رسّخ العلاقة بين النجم السابق ورئيس الوزراء، مسهلاً دخوله حزب «العدالة والتنمية» مع 15 آخرين من الجماعة يتمتعون الآن بحصانة نيابية تحت مظلة الحزب الحاكم. لكن الخلاف الذي انفجر بين أردوغان وغولين، على خلفية تقاسم السلطة في تركيا، دفع كل طرف إلى استخدام كل الأسلحة التي يملكها، ضد الآخر، فأعلن شكر استقالته من الحزب الحاكم، احتجاجاً على موقف أردوغان من الجماعة، بما في ذلك قرار إغلاق المعاهد التحضيرية المؤهلة لدخول الجامعات، والتي ترعاها الجماعة. وقال شكر إنه «لم يفهم لماذا فضّل أردوغان الذي أظهر اكثر من مرة فضلاً وكرماً في التراجع عن الخطأ، ألا يتراجع هذه المرة عن هذا الخطأ الكبير». استقالة شكر أغضبت أردوغان كثيراً، مشيراً إلى أنه «لم يكن ينتظر منه» هذه الخطوة، كما ذكّره بأنه يدين للحزب الحاكم بمنصبه النيابي، وحضّه على الاستقالة من البرلمان أيضاً وألا يبقى نائباً مستقلاً، «إذا كان صادقاً ونزيهاً».