كشفت مصادر ديبلوماسية عربية وغربية ل «الحياة»، أن الحكومة التركية ألغت استضافة اجتماع بمبادرة أميركية بين قياديين من «الجبهة الإسلامية» وديبلوماسيين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين كان متوقع انعقاده امس في إسطنبول. وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية تريد عقد اجتماع مع مجموعة مسلحة لها تأثير على الأرض للتحضير لمؤتمر «جنيف2»، مشيرة إلى أن «باريس رفضت هذا الاجتماع لأنها لا تريد إضعاف «الجيش الحر» وإعطاء شرعية لمجموعة مسلحة لا تعرفها وتطرح مشاكل من حيث العضوية فيها والضبابية حولها». وأضافت أن لندن كانت في البداية مؤيدة لعقد لقاءات مع «الجبهة الإسلامية» لكنها انضمت لاحقاً إلى الرأي الفرنسي. وتابعت المصادر الديبلوماسية أن باريس «تعتبر أن الإدارة الأميركية تأخرت في دعمها للجيش السوري الحر، لأنها اعتبرته ضعيفاً في مقابل (الرئيس) بشار الأسد، لكن باريس لا تتفهم أن تتوقف الإدارة الأميركية عن تقديم الدعم إلى الجيش الحر وهو الآن مهدد من تنظيم القاعدة. كما أنها لا تتفهم أن الإدارة الأميركية تريد في مثل هذه الظروف عقد اجتماع مع الجبهة الإسلامية». إلى ذلك، علمت «الحياة» من مصادر غربية أن روسيا دعت إلى الاجتماع التشاوري الثلاثي الأميركي - الروسي مع المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي «بعض السوريين تعتبرهم موسكو من المعارضة، في حين أن عدداً منهم غير مقبول كمعارضة من قبل الائتلاف والمعارضة السورية». من جهته، قال الرئيس السابق ل «المجلس الوطني السوري» برهان غليون: «ينبغي أن يمثل الائتلاف وفد المعارضة، لأنها المعارضة المعترف بها رسمياً»، داعياً إلى مشاركة «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» وشخصيات وطنية بارزة و «الجيش الحر» و «الجبهة الإسلامية» ومنشقين سياسيين وعسكريين يعرفون كيفية إدارة شؤون الدولة و «أهم من كل ذلك ينبغي أن يكون هناك تفاهم بين الوفد الذي سيشارك في جنيف وبين الائتلاف والمقاتلين على الأرض»، وتابع: «في رأيي الحل الوحيد في طرح طاولة حوار مفتوح في غضون أسبوع بين المعارضة والقيادة السياسية والكتائب المقاتلة للجيش الحر، كي يتم التفاهم بينها ليس فقط حول مؤتمر جنيف، لكن تكون منطلقاً لحوار وطني حول المنهج العملي على الأرض واستراتيجية العمل ضد النظام ومستقبل سورية، لإعادة طرح الأمور الوطنية الرئيسية التي شهدت خلافات حول الدولة الإسلامية أو غير الإسلامية وخلافات حول حركات مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وغيرها، وخلافات داخل الثوار». وقال غليون إن «الفكرة لها قبول» وأنه يجري الاتصالات لعقد اللقاء «كي ندخل إلى مؤتمر جنيف متفاهمين حول ما الذي نريده، أو إذا كنا لا نريد الدخول في جنيف أن نكون أيضاً متفاهمين معاً ألاّ ندخل».