موسكو - أ ف ب - لا تزال الروايات المتعلقة بالسفينة «أركتيك سي» التي اعترضتها البحرية الروسية منتصف آب (أغسطس) الماضي متواصلة، إذ أن معلومات تحدثت عن نقل أدلة الى سفينة كانت متوجهة الى روسيا بينما تواصل موسكو التأكيد أن السفينة لم تكن تنقل سوى أخشاب. وكانت «أركتيك سي» أول من أمس في المياه الدولية قبالة سواحل جزر الكناري الإسبانية تنتظر أن يسمح لها بالرسو لتسليمها الى مالكها شركة «أركتيك سي ليمتد مالطا». لكن مصدراً في وزارة الخارجية الإسبانية قال إن الروس رأوا أن هذا التوقف ليس ضرورياً. وفي الانتظار، قالت لجنة التحقيق التابعة للنيابة الروسية في بيان أن الأدلة التي يمكن أن تفيد التحقيق حمّلت على سفينة روسية متوجهة الى نوفوروسيسك المرفأ الروسي الواقع على البحر الأسود. وأوضحت ان «بين هذه القطع معدات استخدمها القراصنة الذين خطفوا السفينة (بطاقمها الروسي المكون من 15 شخصاً في 24 تموز/يوليو في المياه السويدية)، خصوصاً الجسر الذي استخدموه للصعود الى سفينة الشحن». من جهتها، قالت وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي» نقلاً عن مصدر عسكري ديبلوماسي في مدريد، أن وثائق يمكن أن تكون بين القطع التي صودرت تتضمن معلومات عن مهمة السفينة «أركتيك سي». ولم تتسرب معلومات أخرى عن القطع التي صودرت على متن السفينة التي كانت حمولتها موضع تكهنات عدة من بينها أنها تنقل شحنة أسلحة مرسلة الى إيران. وذكرت وسائل إعلام أن موسكو قررت اعتراض سفينة الشحن بعدما أُبلغت بأن مجموعة من المافيا حملتها صواريخ مضادة للطائرات متطورة جداً من طراز «أس 300» مرسلة الى الجمهورية الإسلامية. وقد نفت موسكو هذه المعلومات بشدة. ودان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مطلع أيلول (سبتمبر) الجاري هذه المعلومات معتبراً أنها «إشاعة لا أساس لها» ووعد «بضمان شفافية المعلومات» بعد تحقيق السلطات الروسية على متن «أركتيك سي». لكن الواقع يدل على عكس ذلك. فقد أعلنت النيابة الروسية مطلع الأسبوع الماضي أن تفتيش السفينة انتهى من دون أن تذكر أي سبب لخطفها الذي أدى الى تعبئة شملت 20 بلداً. وبعد شهر من الإفراج عن السفينة التي ترفع العلم المالطي قبالة الرأس الأخضر، لا يزال الغموض يلف شحنتها التي أُعلن رسمياً انها كميات من الخشب قيمتها أكثر بقليل من مليون يورو. أما رواية القرصنة الفرضية التي تتمسك بها السلطات الروسية، فيعارضها خبراء عسكريون يشككون في إمكان كشف ما كانت تنقله السفينة في الواقع. والمشبوهون الثمانية (استونيون وروس ولاتفيون) أعيدوا الى موسكو على متن طائرة عسكرية واتهموا «بالقرصنة» واعتقلوا احتياطاً. ولزيادة الالتباس، تسببت السفينة بلغط أول من أمس قبالة سواحل الكناري. وقال ديبلوماسي في وزارة الخارجية الإسبانية أمس أن إجراءات تتخذ لتأمين دخولها الى مرفأ لاس بالماس. وبعد ذلك، قال ممثل لسلطة المرافئ أن هيئته وافقت على أن ترسو السفينة عند الساعة 19.00 بالتوقيت العالمي كما طلبت، لكن سلطات التجارة البحرية في مدريد رفضت ذلك. وزاد أنه لا يعرف أسباب رفض سلطات التجارة البحرية في مدريد. وصرح مصدر في وزارة الخارجية الروسية بُعيد ذلك أن الروس لا يريدون أن تتوقف السفينة في إسبانيا. وقال إن «السلطات الروسية أبلغتنا أن أركتيك سي ليست في حاجة للتوقف في لاس بالماس». وأوضح ميخائيل فويتنكو رئيس تحرير النشرة البحرية الروسية «سوفراخت» التي كشفت خبر إختفاء السفينة، أنه غادر روسيا، بعدما «تلقى تهديدات من أشخاص جديين جداً». وأكد هذا الخبير البحري أنه «واثق» أن موسكو تلعب دوراً رئيساً في الغموض الذي يلف هذه السفينة.