واشنطن، وارسو – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان المنظومة الأميركية الجديدة للدفاع الصاروخي ستقدم حماية أفضل من الأولى حتى لو ثبت خطأ المعلومات الإستخباراتية التي تفيد بأن إيران لم تعد تركز كثيراً على تطوير صواريخ بعيدة المدى. وقال غيتس، ان الخطة الجديدة هي الأفضل حتى لو تبيّن خطأ التقديرات الإستخباراتية الأميركية التي تشير إلى أن إيران تركز اهتمامها أكثر على تطوير صواريخ قصيرة المدى بدلاً من تلك البعيدة المدى. وكان غيتس يتحدث إلى الصحافيين بعد لقاء نظيره التشيخي مارتن بارتاك في البنتاغون. وأوضح «أنا ربما أكون معتاداً أكثر من غيري على مخاطر زيادة الاعتماد على المعلومات الاستخباراتية لأني شهدت كثيراً على خطئها». وزاد: «إذا كانت الاستخبارات خاطئة وطوّر الإيرانيون هذه القدرة في وقت أقصر مما تتوقعه أجهزة الاستخبارات، فإن هذه البنية الجديدة ستمنحنا فرصة أفضل للتعامل مع الوضع من البرنامج السابق لمجرد وجود التكنولوجيات الجديدة التي تمنحنا مزيداً من المرونة». وكان غيتس وزيراً للدفاع أيام الرئيس السابق جورج بوش عندما أوصى عام 2006 بأن على الولاياتالمتحدة وضع أجهزة رادار متطورة في تشيخيا و10 صواريخ اعتراضية في بولندا، بناء على معلومات استخباراتية أفادت بأن إيران تطور صواريخ بالستية بعيدة المدى. وقال الوزير الأميركي ان «البرنامج الأساسي الذي أوصيت به لم يكن يتمتع بقدرة على مواجهة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى ربما حتى عام 2018، أما البرنامج الجديد فيؤمن بعض القدرة بدءاً من عام 2011 والتي ستزيد تدريجاً كل عام من حيث تطورها والمدى الذي تغطيه. والمرحلة الثانية ستبدأ عام 2015». وقال جنرالات روس أن نظام بوش كان يمكن أن يستخدم لتحييد الرادع النووي الروسي الضخم. ورحب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس بقرار أوباما بوصفه «سليماً وشجاعاً». ورأى منتقدو القرار أنه علامة ضعف من جانب أوباما يمكن أن تستغله موسكو، وشككوا في معلومات الإستخبارات التي دفعت الى هذه الخطوة. وأشار غيتس الى معلومات الإستخبارات التي أوضحت أن الإيرانيين ينتجون وينشرون أعداداً كبيرة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى بدلاً من تلك البعيدة المدى. وأضاف: «صممت الصواريخ الإعتراضية الأرضية في شكل فعلي أساساً للتعامل مع ما لا يزيد على خمسة أهداف. ونحن نعتقد تلك ستكون (صواريخ) أبعد مدى» وهدف الإيرانيين التغلّب «على النظام الذي اقترحته إدارة بوش». دعوة ووعد على صعيد آخر، حاول غيتس طمأنة تشيخيا داعياً اياها المشاركة في المنظومة الدفاعية الجديدة المضادة للصواريخ في أوروبا التي ستستخدم في مرحلة اولى صواريخ اعتراضية بحر - جو، واعداً بتعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين. وقال غيتس في ختام لقاء مع نظيره التشيخي مارتن بارتاك في البنتاغون، «تحدثنا عن فرص التعاون المستقبلي وقلنا إننا سنرحب بمشاركة التشيخ في المنظومة الجديدة». وأضاف انهما اتفقا على عقد لقاء مقبل «رفيع المستوى» لمسؤولي الدفاع يتمحور حول «فرص تعزيز العلاقة الأمنية بين الجمهورية التشيخية والولاياتالمتحدة». وأكد بارتاك ان «المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ لا تتوقف هنا»، وان بلاده ستدرس وسائل المساهمة في المنظومة الجديدة التي تنص على إقامة صواريخ اعتراضية من نوع «اس.ام-3» على الأرض بحلول عام 2015. وأضاف بارتاك أن «الجمهورية التشيخية مهتمة بالمشاركة في المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ». لكنه أوضح أن «من المبكر الحديث عن استقبال صواريخ اعتراضية من نوع اس. ام-3 على الأرض». وذكر غيتس أيضاً أن الإدارة الأميركية لم تناقش مشروعها الجديد للمنظومة المضادة للصواريخ مع روسيا، فيما أثار المشروع السابق الذي يقضي بتركيز عشرة صواريخ إعتراضية في بولندا وتشيخيا ورادار فائق التطور، توترات ذكّرت بالحرب الباردة مع موسكو. استطلاع الى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «رزيتشبوزبوليتا» البولندية أمس أن 48 في المئة من البولنديين يؤيدون قرار الولاياتالمتحدة التخلي عن مشروع الدرع في بولندا وتشيخيا، في حين عارضه 31 في المئة وأحجم 21 في المئة عن الإدلاء بآرائهم. وأفاد الإستطلاع الذي أجراه معهد «جي اف كيه بولونيا» وشمل عينة من 500 شخص، أن 58 في المئة من البولنديين يعتقدون أن هذا القرار لن يؤثر سلباً في أمن بولندا. في المقابل، اعتبر 20 في المئة أن أمن بلدهم سيتراجع في حين رأى 14 في المئة أن القرار الأميركي سيفيد بولندا. واعتبر 40 في المئة من المستطلعين أن تخلي واشنطن عن مشروع الدرع يعني «تنازلاً لروسيا»، فيما رأى 20 في المئة منهم انه «تجاهل لحليفتيها» بولندا وتشيخيا.