من لا يعترف بقيمة عنصر واحد في مجموعة كبيرة، لم يتعرف بعد على كرة القدم، فهنا يمتلك لاعب القدرة على تغيير واقع فريق وملامح بطولة كاملة، وحيث إننا في هذه الزاوية نغير الواقع بحثاً عن شكل مغاير لواقع أندية دوري عبداللطيف جميل، فإننا سنرسم هذا الأسبوع شكل نادي التعاون المميز في الموسم الحالي في غياب لاعبه الكاميروني بول إيفولو. اللاعب الأسمر الذي لم يتأخر قبل أن يسرق الأضواء سجل لفريقه هذا العام 9 أهداف، فتكرر اسمه أسبوعاً تلو آخر في قائمة الهدافين بين الصدارة ووصافتها، لذلك يشكل غيابه عن أي من مباريات فريقه هاجساً لجماهير «السكري». إيفولو شارك في 11 مباراة من أصل 13 لعبها فريقه وحضر دائماً كلاعب أساسي، غاب في مباراتين فقط الأولى أمام ؟؟؟؟ والثانية أمام النصر، وفي المرتين خسر الفريق. لتلخيص قيمة النجم الكاميروني يمكننا أن نقول ببساطة إن التعاون صاحب المركز السادس كان سيحل في المرتبة ال13 (ما قبل الأخير) في غياب إيفولو، فالأهداف التسعة التي سجلها إضافة إلى صناعته هدفين، منحت فريقه عشر من أصل 19 نقطة جمعها. إيفولو سلب كلاً من الاتفاق والفيصلي والشباب نقطتين بعد أن منح فريقه التعادل بأهدافه، فيما حرم الغريم التقليدي الرائد في ال«دربي» النقاط الثلاث، إذ سجل هدف التعاون الأول وصنع الثاني، أندية مثل النهضة والشعلة حرمت من التعادل أمام التعاون بأمر الكاميروني ذاته، حين أصر على إهداء فريقه النقاط الثلاث. بالحديث عن اللاعب المؤثر يبدو اسم إيفولو واجب الحضور، فاللاعب الذي كلف خزانة ناديه مبلغاً ضخماً في سباق الانتقالات، ليأتي في قائمة اللاعبين الأغلى في تاريخ «السكري»، صنع الفارق في شكل ملاحظ ليثبت ومن دون جدال أن عطاءه يتوازى وما تكبدته إدارة فريقه للظفر بخدماته. إدارة النادي القصيمي التزمت الصمت صيفاً، في حين نالها نقد حاد نظير ارتفاع قيمة اللاعب في ظل الشكوك حول سلامته من الإصابة، واليوم يبدو أنها تضحك سراً على أولئك الذين انتظروا سقوطه، بعد أن أثبتت ومن دون جدال أنها أحسنت اختيار فرس الرهان.