عززت قوات الأمن العراقية إجراءاتها فأغلقت عدداً من الشوارع والطرق الرئيسة في العاصمة، تزامناً مع تزايد أعداد الزوار المتوجهين إلى محافظة كربلاء سيراً على الأقدام لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين، فيما أعلنت إحباط محاولات انتحارية تستهدفهم. إلى ذلك، أعلن اعتقال منفذي الهجوم على العمال الإيرانيين الذي تبناه تنظيم «داعش». وشهدت الأحياء الجنوبية من بغداد انتشاراً أمنياً كثيفاً وأعلنت قيادة العمليات في بيان مقتل خمسة مسلحين كانوا يخططون لاستهداف زوار شيعة في منطقة الزمبرانية جنوب العاصمة. وأوضحت أن «مسلحين يستقلون دراجة نارية ألقوا ظهر أمس قنابل يدوية على مجموعة من الزوار متوجهين إلى كربلاء وأسفر الهجوم عن مقتل 3 وإصابة 7». وأضافت إن «مهاجماً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه في قضاء المحمودية، وسط جموع الزوار». من جهتها، دعت الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة الإبادة الجماعية المجتمع الدولي إلى فضح «الجهات التي تتعمد استهداف الزوار». وأعلنت في بيان أن استهدافهم «يمثل أكبر صور الإبادة الجماعية التي تستهدف مكونات الشعب العراقي كافة وإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف الأبرياء والمدنيين العزل». وأشارت إلى أن «التشريعات والقوانين كافة تنص على احترام للطقوس الدينية، وتمنع التضييق على ممارسيها، فكيف بمن يشن حملة شرسة تستهدف كل أماكن ممارسي هذه الشعائر والطقوس». وأضافت أن «دولاً إقليمية وحكومات تتعمد استهداف الزوار لغايات أبزرها العزف على الوتر الطائفي، وإيقاع أكبر عدد من الضحايا». ودعت الحملة المجتمع الدولي إلى «فضح الدول والحكومات التي تقف في شكل مباشر وغير مباشر وراء أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف العراقيين». وشددت على أن «الشعب العراقي يتعرض لإبادة جماعية منظمة تقودها شبكات ودول وحكومات، مما يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وإنهاء صمته وعدم الاكتفاء ببيانات الاستنكار». إلى ذلك، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى السفارة في بغداد مع السفير حسن دنائي فر، إن «الوزارة تقدم الشكر إلى الحكومة العراقية والسلطات لتمكنها من التعرف إلى الإرهابيين المتورطين بقتل العمال الإيرانيين واعتقالهم». وأضاف أن «الأعمال الإرهابية والإجرامية في العراق متصلة بأطراف خارجية. وقسم من الأعمال الإرهابية مرتبط بأشخاص يمارسون الإرهاب والعنف في سورية». وكان تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» أعلن أمس مسؤوليته عن تصفية عمال إيرانيين في شركة لمد أنبوب غاز في محافظة ديالى. ونشرت مواقع تابعة للتنظيم صوراً عن عملية الهجوم، التي قالت إنها «غزوة ثأر الصحابة».