تحوّل اللقاء التكريمي في معراب للكاتب والصحافي نصير الأسعد وفنان الكاريكاتور بيار صادق، بعنوان «تحية لكبار رحلوا» إلى مهرجان سياسي شنّ فيه رموز «قوى 14 آذار» هجوماً على سياسة «حزب الله» والنظام السوري، في حضور ممثلين عن قادة «قوى 14 آذار». وكان اللافت حضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق. وأكد رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ان «الفريق الذي احترف سياسة الموت والتدمير واستقوى طويلاً بالسلاح، يراهن على ترويض العقل وتدجين الفكر وتقزيم الثقافة. من هنا يمكن فهم انزعاجه من كل ما هو غير ذلك، ورفضه للانفتاح، وصولاً إلى محاولة فرض هيمنته على الصروح الجامعية». ورأى «أن الوضع الذي يمر به لبنان لا يمت إلى إشراقة المناسبة التي نحتفل بها بأي صلة، فالذين صادروا القرار، تفردوا كما العادة بقراراتهم، وجاؤونا هذه المرة بالانتحاريين». وشدد على أن «قتال «حزب الله» في سورية هو بتفويض من طهران وإذا كان «حزب الله» لا يطلب غطاء سياسياً وشعبياً لبنانياً لقتاله في سورية، فلماذا يصر إذاً على الاشتراك في الحكومة؟». وقال: «على رغم كل هذا، ما زال البعض يطرح انعقاد طاولة الحوار من جديد لاستكمال البحث في الاستراتيجية الدفاعية. لكن فاتهم أن الاستراتيجية الدفاعية أصبحت في هذه المرحلة هجومية، وبمواجهة الشعب السوري، وليس إسرائيل». وقال: «إذا كان ثمة من يجب تحميله مسؤولية ظهور تكفيريين في لبنان، فهو «حزب الله» ومحور 8 آذار تحديداً». واعتبر ان «الحكومة لا يمكن أن تقوم على خليط متضارب متناقض متفجر من 8 و 14 آذار والحكومة الفاعلة لا يمكن أن تكون إلا من خارج هذا المزيج المتفجر». وتطرق جعجع إلى الحملة التي تُشنّ على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وقال: «نشهد هذه الأيام حملة غير مسبوقة على الرئيس سليمان، ليس لسبب إلا لأنه يحاول إنقاذ البلاد من فراغ حكومي مستمر منذ ثمانية أشهر، وبعد أن استنفد كل الجهود والمحاولات في سبيل تشكيل حكومة جامعة ولم يوفق». وأكد «أن أي حكومة يوقع مرسوم تشكيلها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف هي حكومة دستورية بكل ما للكلمة من معنى، يبقى أن الكتل النيابية لها الحق في محضها ثقتها أو حجبها عنها». وألقى النائب نهاد المشنوق، كلمة زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وقال: «سأوجّه كلامي إلى الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله. أعرف أنه لن يسمع لصوت لبناني، لأن الفتوى الإيرانية في أذنيه أقوى وأنقى وأشرف كما هو يعتقد، لكنني سأسال: يا سيد، هل رأيت الأطفال الذين يموتون صقيعاً في عرسال وعكار؟». وسأل: «هل قرأت عن الطفلة شهد الشديد التي ماتت من جراء الصقيع في البقاع؟ هل هي تكفيرية أيضاً؟»، قائلاً: «سماحتك تقول إن قتالكم إلى جانب النظام السوري منع المزيد من إرسال السيارات المفخخة. هل سألت نفسك أم سألك أحد لماذا لم يكن هناك سيارات مفخخة تكفيرية قبل إعلانكم وبفخر عن دوركم العسكري في جبهة النظام السوري؟ أم ان الجواب جاء في السيارتين المفخختين «بإيمان» نظام القتلة السوري المنفجرتين على ابواب مسجدي التقوى والسلام في طرابلس؟». وأردف: «هناك جواب آخر لسماحة السيد لا ننتظره بل نقوله منعاً للانحراف اللغوي، الذي يُترجِم الانحراف الوطني عن أسس الهوية العربية السليمة وهو: الحرف الاول من اسم السعودية هو وحدة المسلمين، وليس تشتيتهم فرقاً، والحرف الثاني من اسم السعودية هو وحدة المجتمعات العربية وليس انقسامها، والثالث هو اعتدال واستقرار وسلام وأمن لبنان وليس خرابه وفوضاه». وزاد: «أما الحرف الاول من السياسة الايرانية فهو انقسام المسلمين. والثاني هو استغلال دماء اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والعراقيين والبحرانيين واليمنيين لحماية اعتدائها على العرب قبل اسرائيل وعلى المسلمين قبل الاميركيين، وحفظاً لأوراق المفاوضات مع الشيطان الاكبر والثالث هو الوقوف الى جانب انظمة القتل في وجه الشعوب الساعية الى الحرية». وقال: «انتم ممنوعون وحدكم من تحديد معالم المستقبل في لبنان ليس لأن وزير الخارجية الاميركي (جون كيري) قال ذلك. بل لأن الغالبية العظمى من اللبنانيين لا ترى في غلبتكم العسكرية غير القدرة على الاعتداء على الشعبين اللبناني والسوري». وقال المشنوق: «لا نقبل بالشراكة إلا وفق قاعدتين الاولى انسحابكم العسكري من سورية والثانية الالتزام بإعلان بعبدا». وأضاف: «يتحدث كثيرون عن الارهاب والتكفيريين. بصراحة الإسلام السنّي ضخم وهائل في العالم فوق البليون والاربعماية مليون وفيه مشكلات كثيرة. لكننا نحن أهل السنّة في لبنان في جمهورنا الأعظم لا نزال شديدي الولاء لتلك الثقافة وذاك المشروع. في مجتمعنا اليوم عشرات البؤر والتمردات ناجمة عن ضغوط الداخل والخارج. ولدينا عشرات الاختراقات، وظهرت منها نماذج في الايام الماضية، لكن جمهورنا يردد كل يوم إيمانه بالدولة والوطن والدستور والسلم الاهلي والعيش المشترك». وزاد: «المتطرفون العرب سنّة وغير سنّة هم اعداء الاسلام قبل أن يكونوا اعداءكم». وقال: «لدينا استحقاقان الاول هو تشكيل حكومة غير حزبّية ترعى شؤون الناس بدلاً من حكومة تصريف الفضائح وحماية سياسة النظام السوري في لبنان.والاستحقاق الثاني هو انتخاب رئيس جمهورية قوي بلبنانيته وقادر دستورياً. ولنا الثقة الكاملة برعاية الرئيس والرئيس المكّلف لهذين الاستحقاقين، ولو أنهما تأخرا كثيراً».