أحيت «قوى 14 آذار» امس الذكرى الثامنة لهذا اليوم الذي شهد عام 2005 أكبر تحرك شعبي سلمي طلباً لمعرفة قاتلي الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري وللمطالبة بانسحاب الجيش السوري من لبنان. وحرص نواب «المستقبل» على اعتبار الانقسام الحاصل داخل هذه القوى على خلفية المشاريع الانتخابية، عابراً. وإن كان موعد المهرجان الخطابي في الذكرى حُدِّد الأحد المقبل في مركز «بيال»، فإن النشاطات اقتصرت امس على زيارة أضرحة شهداء 14 آذار الذين اغتيلوا تباعاً بعد اغتيال الحريري. وزارت وفود من الأمانة العامة لقوى 14 آذار، ضمت شخصيات من مختلف القوى المنضوية تحت لواء 14آذار، وبينها حزبا «الكتائب» و «القوات»، أضرحة الرئيس الحريري ورفاقه والوزيرين باسل فليحان وبيار الجميل والنواب انطوان غانم وجبران تويني ووليد عيدو واللواء وسام الحسن وسمير قصير والرائد وسام عيد، وجرى وضع أكاليل زهر عليها. وأمام نصب الشهداء في قلب بيروت، وضع رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة والوزير السابق مروان حماده ورئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون وشخصيات من قوى 14 آذار، أكاليل باسم هذه القوى عند قاعدة التمثال البرونزي. وأكد السنيورة في كلمة بعد الوقوف دقيقة صمت، أنه اليوم «الذي جمع اللبنانيين من كل مناطقهم وانتماءاتهم للإعلان وبصوت واحد انهم مع لبنان السيد الحر والمستقل والعيش المشترك ومع اتفاق الطائف ويستطيع بناء علاقات شقيقة مع كل الدول العربية الشقيقة». وقال إن اللبنانيين «سطروا في ذلك اليوم يوماً مجيداً وشهد العالم انهم عبروا بصيغة سلمية عن موقف جريء بأنهم يريدون العدالة والحقيقة وان يحاكم القاتل وان ينسحب الجيش السوري من لبنان». وحين سئل عن قوله إن قوى 14 آذار ليست على ما يرام، أكد السنيورة أنها «ستنهض أقوى مما كانت، لأنها فكرة نبيلة لدى كل من يؤمن بها». وجدد موقف الكتلة من مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» للانتخابات النيابية والتمسك بالطائف والعيش المشترك وأهمية إجراء الانتخابات في موعدها، وقال إن الامور في شأن التوصل إلى مشروع جديد «تتقدم ونأمل أن تثمر». وقال النائب ميشال فرعون أمام ضريح فليحان، إن «من يحاول قتل روحية 14 آذار واغتيالها يقتل عملياً أمل المواطن اللبناني ومصالحه والنمو الاقتصادي وثقافة الحياة». وشدد النائب نهاد المشنوق أمام ضريح الجميل في بكفيا، على أن «14 آذار حركة سيادة وشهادة وليست حركة سياسة ولا مصالح ولا قوانين انتخابية، وهي مستمرة، ولن نقبل أن يذهب دم الشيخ بيار وكل الشهداء الآخرين، بدءاً من الرئيس رفيق الحريري، هدراً». وأمام ضريح غانم، قال النائب محمد الحجار: «صحيح أن هناك بعض العقبات والعراقيل والغيوم، ولكن 14 آذار باقية ومستمرة، وهي ليست ملك فريق وحده، ولا ملك تيار المستقبل، أو حزب الكتائب أو الأحرار أو القوات اللبنانية أو أي فريق سياسي. 14 آذار هي ملك الناس والشعب».