تسعى شبكة «فايسبوك» إلى أن تصبح من «أعز أصدقاء» مستخدميها، وتعتزم لهذه الغاية جمع مزيد من المعلومات عنهم من خلال تعزيز قدرات ذكائها الاصطناعي. وقد عينت المجموعة التي تتخذ في كاليفورنيا مقراً لها قبل فترة قصيرة الفرنسي يان لوكون المحاضر في جامعة نيويورك والمتخصص في الذكاء الاصطناعي، ليرأس فريقاً مكلفاً تعزيز قدرات الموقع وزيادة فعاليته. فخدمة الأخبار المنشورة على موقع التواصل الاجتماعي تبدو حالياً فوضوية، لكن لوكون يعتبر أنه «من الممكن تحسينها بواسطة أنظمة ذكية». وقال الخبير الفرنسي بعد تكليفه هذه المهمة في التاسع من الشهر الجاري: «يمكن ترتيب المنشورات بطريقة محددة أو اختيار الإعلانات التي يرغب المستخدم في الاطلاع عليها». ويعد «فايسبوك» أكبر موقع تواصل اجتماعي في العالم، لكنه لا يزال يواجه تحديات كثيرة تعيق نموه، يكمن أحدها في التوصل إلى توازن في عدد الإعلانات المنشورة كي يزيد عائداته من دون تنفير مستخدميه. واستثمر الموقع مبالغ طائلة لتعزيز فعاليته. ولم يشأ لوكون تقديم تفاصيل كثيرة عن هذه المسألة، لكنه صرح أن المجموعة تعمل على تشكيل أكبر فريق بحث في العالم يعمل في مجال الذكاء الاصطناعي. وأكد الأستاذ الذي سيتسلم مهماته الجديدة الشهر المقبل أن هذا المشروع «طموح جداً». ومن المقرر أن يعمل أعضاء «مختبر الذكاء الاصطناعي» في نيويورك ولندن، بالإضافة إلى مقر «فايسبوك» في منلو بارك في كاليفورنيا. وقبل «فايسبوك»، كان العملاق «غوغل» قد حاول أيضاً خوض مجال الذكاء الاصطناعي واشترى شركة «دي ان ان ريسيرتش» المتخصصة في هذا المجال. ولفت غريغ ستيرلينغ المحلل لدى مجموعة «أوبس ريسيرتش» إلى أن «فايسبوك يستثمر في هذا المجال للالتحاق بالركب السائد. فقد حاول كل من «غوغل» و «آبل» و «آي بي أم» خوض مجال الذكاء الاصطناعي الذي يبقى شاسعاً ويشمل مفاهيم مختلفة ويعد بمثابة تكنولوجيا المستقبل التي ترغب فايسبوك في امتلاك جزء منها». وكانت شبكة «فايسبوك» أعلنت أخيراً نيتها اعتماد طريقة مختلفة لأشرطة الأخبار المقدمة في صفحات المستخدمين، تماشياً مع التدابير الجديدة التي تتخذها في مجال الذكاء الاصطناعي. وقال جيمس هندلر المتخصص لدى معهد «رنسيلير إنستيتيوت» إن «فايسبوك» يستخدم أصلاً معادلات للذكاء الاصطناعي، ولكن لا بد من تطوير هذه الآليات قبل تطبيقها على الصور وأشرطة الفيديو والبيانات المتعددة الوسائط.