أظهرت آخر أرقام للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين القادمين من سورية إلى لبنان منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011، بات يساوي 20% من سكان لبنان. وأفادت أرقام المفوضية أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان ارتفع الى 842 ألفاً، وعدد اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية إلى 52 ألفاً. ويشمل هذا الرقم اللاجئين المسجلين لدى الاممالمتحدة، وتقدر السلطات اللبنانية وجود عشرات الألوف الاضافية من اللاجئين غير المسجلين. ولا يشمل اللاجئين الفلسطيين الموجودين أصلا ًفي لبنان والذين يقدر عددهم بحوالي 350 ألفاً. وأشارت المفوضية إلى أن واحداً على خمسة من سكان لبنان المقدر بأربعة ملايين ومئتي الف (20 في المئة) هو من اللاجئين الجدد. وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، إن "لبنان وحده يستضيف أكبر عدد من النازحين مع أكثر من 800 ألف نازح مسجل فضلاً عن سائر المواطنين السوريين الآخرين الذين يعيشون في البلاد أي ما يقارب 40% من النازحين السوريين في المنطقة، ومعظمهم قد وصلوا خلال الأشهر ال 12 الأخيرة". وقال "تصل قيمة النداء من أجل لبنان الى 1.7 بليون دولار أميركي لدعم 1.6 مليون نازح يُتوقع قدومهم من سورية و1.5 مليون لبناني متضرر"، لافتاً الى أنه "منذ الآن يُشكل النازحون أكثر من خمس سكان البلاد علماً أنه من المتوقع أن يستمر عددهم بالإرتفاع". بدوره، قال مساعد ممثلة المفوضية العليا للاجئين في لبنان جان بول كافاليري، إن عدد النازحين تضاعف سبع مرات خلال الفترة الأخيرة، ولفت الى وجود 6 ملايين نازح داخل سورية "وهذا رقم ضخم للغاية وبالرغم من أن لبنان هو الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تزال حدودها مفتوحة". ويستضيف لبنان 36 في المئة من اللاجئين السوريين الموجودين في المنطقة، بحسب المفوضية. ويحتاج 72 في المئة من اللاجئين القادمين من سورية إلى لبنان الى مساعدة انسانية متواصلة، ويعيش ثلاثون في المئة منهم في اماكن تفتقد الى معايير الحد الادنى، كالخيم، والأبنية غير المستعملة، وورش البناء، ومرائب السيارات. وقالت المفوضية العليا للاجئين ان هناك مليوناً ومئتي الف لبناني متضررين من الازمة السورية التي يقدر البنك الدولي ان تصل كلفتها على لبنان بنهاية 2014، الى سبعة بلايين ونصف بليون دولار. وبين اللاجئين السوريين الى لبنان، هناك 280 الف طفل في سن الدراسة، تم تقديم الدراسة الى 130 الفا منهم، ودعما اجتماعيا ونفسيا لتخطي آثار الحرب الى عشرات الالوف. ولا يعرف عدد الاطفال الذين تسجلوا في المدارس خارج الخدمات التي تقدمها المفوضية والمنظمات الانسانية الشريكة معها. وأعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان نجيب ميقاتي الاثنين إن بلاده تتحمل "العبء الأكبر" للاجئين السوريين بين الدول المضيفة، وذلك خلال إطلاق نداء لجمع اكثر من 1.7 بليون دولار لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في لبنان. وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحافي مشترك بين رئاسة الحكومة والمنظمات الدولية والانسانية أطلق خلاله النداء ان لبنان شهد "نزوحاً غير مسبوق" للاجئين منذ اندلاع النزاع السوري في منتصف آذار/مارس 2011، وانه "تحمل العبء الأكبر للنازحين ان من حيث الاعداد او من حيث عدد سكانه". ووصلت قيمة نداء التمويل الصادر عن الحكومة اللبنانيةوالاممالمتحدة واكثر من ستين منظمة انسانية والموجه الى المجتمع الدولي والهيئات المانحة، الى اكثر من 1.7 بليون دولار لدعم اللاجئين السوريين واللبنانيين المتضررين. وقالت المفوضية العليا التي تمثلت بنائب ممثلها في لبنان جان بول كافالييري، بحسب ما جاء في بيان مكتوب وزع في المؤتمر، ان على المجتمع الدولي "التحرك سريعاً من أجل دعم لبنان، حكومة وشعبا. اليوم ندق ناقوس الخطر، لا بد من تقديم المساعدة على الفور". ويشكل اللاجئون السوريون عبئا كبيرا على لبنان الذي يعاني من بطء اقتصادي وازمة سياسية حادة على خلفية النزاع السوري وشلل في المؤسسات نتيجة العجز عن التوافق على تشكيل حكومة منذ ثمانية اشهر، فيما يقترب تاريخ بدء المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية في نهاية آذار/مارس، وهي انتخابات تشكل كذلك محور انقسام بين الاطراف اللبنانيين. وحذرت المفوضية العليا للاجئين من ان "العواقب المتراكمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية على لبنان" لمشكلة اللاجئين "عميقة ودائمة". وهذا النداء هو ضمن إطار "خطة الاستجابة الاقليمية السادسة للتصدي للازمة السورية" التي تغطي خمس دول في المنطقة من أجل جمع 6.5 بليون دولار للعام 2014 لتقديم مساعدات الى السوريين، وهو "رقم قياسي لبلد واحد" في تاريخ الاممالمتحدة.