فقدت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر أحد أهم معاقلها، بعدما خسر مرشحوها في انتخابات نقابة الأطباء التي أجريت الجمعة، ومن المقرر إعلان نتائجها الرسمية اليوم. ولطالما سيطرت «الإخوان» على مجالس النقابات المهنية في مصر، خصوصاً «الأطباء» التي أدارها محسوبون على الجماعة لما يزيد على ربع قرن. لكن انتخابات التجديد النصفي التي أجريت الجمعة أظهرت اكتساح «تيار الاستقلال»، الممثل للقوى المدنية داخل النقابة، لقائمة «أطباء من أجل مصر»، المحسوبة على جماعة «الإخوان». وفاز التيار المدني وفق نتائج أولية أعلنت بعد فرز صناديق الاقتراع ب 11 مقعداً من 12 مقعداً جرى إعادة انتخاب أصحابها في النقابة العامة لأطباء مصر. وبهذه النتيجة استحوذ التيار المدني على 15 معقداً من مقاعد مجلس النقابة البالغ عددها 24، إذ كان يمثله 4 من أعضاء المجلس في المقاعد التي لم يجر إعادة انتخاب أعضائها. وبقي للإخوان في المجلس الجديد 9 أعضاء بعد أن كانوا يستحوذون على غالبية مريحة تضمن لهم تمرير قراراتهم. واكتسح ممثلو التيار المدني أيضاً غالبية مقاعد النقابات الفرعية في المحافظات، وفازوا بكل المقاعد التي جرى إعادة انتخاب اعضائها في نقابات أطباء القاهرة والإسكندرية والمنيا وأسيوط والإسماعيلية وبني سويف ومطروح وأسوان والسويس وقنا، وبالغالبية في نقابات البحيرة والجيزة، فيما فاز «الإخوان» بمقاعد محافظات الدقهلية والقليوبية والفيوم، وغالبية مقاعد نقابات الوادي الجديد والغربية وكفر الشيخ. وتقاربت نتائج التيارين في محافظات المنوفية وشمال سيناء والأقصر والبحر الأحمر وسوهاج والشرقية، ولم تعلن نتائج نقابات أخرى بسبب عدم تمكن اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات من نقل أوراق الاقتراع لسوء الطقس. وهذه الانتخابات هي الأولى التي تجري في نقابة مهمة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ودلت نتائجها على تراجع دور ونفوذ جماعة الإخوان في النقابات المهنية عموماً ومعاقلها التقليدية خصوصاً.