اقتربت معركة مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) المصري من أن تضع أوزارها بعد انتهاء الجولة الأولى من المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات، لتستعد القوى السياسية لخوض انتخابات مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) المقررة على مرحلتين تبدأ أولاهما في 29 كانون الثاني (يناير) الجاري. وكان «التحالف الديموقراطي من أجل مصر» الذي يقوده حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، ضمن 207 مقاعد في مجلس الشعب منها 189 مقعداً ل «الحرية والعدالة» و18 مقعداً لبقية الأحزاب المنضوية في إطار التحالف، فيما لم يحسم نحو 70 مقعداً، بينهم 26 مقعداً من المرحلتين الأولى والثانية، والبقية مقاعد فردية ستجرى انتخاباتها ضمن جولة إعادة المرحلة الثالثة يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين. وستجرى انتخابات الشورى على مرحلتين بدلاً من ثلاث. وتشمل المرحلة الأولى محافظات القاهرة والإسكندرية والغربية والدقهلية والمنوفية ودمياط وشمال سيناء وجنوب سيناء والفيوم وأسيوط وقنا والبحر الأحمر والوادي الجديد، وتجرى عملية الانتخاب فيها يومي 29 و30 كانون الثاني (يناير) الجاري، على أن تجرى الإعادة يوم 7 شباط (فبراير) المقبل. أما المرحلة الثانية، فتضم محافظات الجيزة والقليوبية والشرقية والبحيرة وكفر الشيخ والإسماعيلية وبورسعيد والسويس ومطروح وبني سويف والمنيا وسوهاج والأقصر وأسوان، وتجرى الانتخابات فيها يومي 14 و15 شباط (فبراير) المقبل، والإعادة بعدها بأسبوع. ومن المقرر أن يتم فرز الأصوات في انتخابات الشورى في اللجان الفرعية بدلاً من نقل الصناديق إلى اللجان العامة طبقاً لمرسوم أصدره المجلس العسكري. ويتألف مجلس الشورى من 270 عضواً يُختار ثلثاهم بنظام القوائم، والثلث الآخر بالنظام الفردي. وينافس «الحرية والعدالة» بأكبر عدد من القوائم والمرشحين الفرديين في هذه الانتخابات، إذ طرح «التحالف الديموقراطي»، وفق منسقه الدكتور وحيد عبدالمجيد، مرشحين لكل المقاعد المخصصة للقوائم، كما ينافس على غالبية المقاعد الفردية. أما بقية الأحزاب والقوى السياسية فطرحت عدداً قليلاً من المنافسين على مقاعد الشورى الذي لا توليه القوى السياسية المقدار نفسه من الاهتمام مقارنة بمجلس الشعب، ومن ثم، ضمن «الحرية والعدالة» ابتداء الأكثرية في مجلس الشورى بعد أن حصد الأكثرية في مجلس الشعب. في غضون ذلك، أعلن رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات المستشار عبدالمعز ابراهيم أنه سيتم إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب بمراحلها الثلاث في شكل كامل عقب الانتهاء من إعدادها في صورتها النهائية متضمنة كل المقاعد المتعلقة بالقوائم ومقاعد الفردي. وقال إنه «سيتم خلال الأيام المقبلة الاستعانة بكوكبة من رجال القضاء ليشرحوا للرأي العام «المعامل الانتخابي» في ما يتعلق باحتساب نسبة الكسور المئوية بالنسبة إلى القوائم الحزبية». وكان عبدالمعز أعلن أن نسبة المشاركة في المرحلة الثالثة من انتخابات الشعب بلغت نحو 62 في المئة. ومن المنتظر أن تعلن النتائج النهائية للانتخابات بعد إجراء الاقتراع في الدوائر المؤجلة يومي 18 و19 كانون الثاني (يناير) الجاري لتمكين اللجنة العليا للانتخابات من حساب «نصاب الإبعاد» ثم «المعامل الانتخابي» الذي يحدد توزيع المقاعد المخصصة للقوائم.