تواجه معارضون اوكرانيون يطالبون في احتجاجات مستمرة منذ اكثر من 3 اسابيع بالتقارب مع اوروبا وأنصار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، في اجواء متوترة أمس بالعاصمة كييف، حيث نظم الحزب الحاكم تظاهرة مضادة حشدت حوالى 60 ألف شخص قرب مركز حركة الاحتجاج في ساحة الاستقلال. تزامن ذلك مع قرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ايقاف مساعد سكرتير مجلس الأمن الوطني والدفاع فولوديمير سيفكوفتيش ورئيس إدارة كييف أولكسندر بوبوف عن العمل، بناء على «طلب من النيابة العامة التي تشتبه في أنهما انتهكا حقوق المواطنين الذين كانوا متجمعين في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في ساحة الاستقلال في كييف». ودعت المعارضة الى تظاهرة حاشدة جديدة اليوم بحجم التظاهرتين اللتين نظمتهما في الأسبوعين السابقين، وضمتا مئات آلاف الاشخاص، فيما اعلنت اجهزة الأمن انها شددت اجراءاتها الأمنية بسبب تزايد الانذارات من وجود قنابل في الايام الماضية. وقال ديمترو كوروني (29 عاماً) من انصار الحزب الحاكم: «نريد الاستقرار، والتظاهرات تدمر الاقتصاد». في غضون ذلك، التقى السناتور الجمهوري جون ماكين وزميله الديموقراطي كريس ميرفي الذي يرأس لجنة فرعية حول اوروبا، في كييف أمس، مسؤولين من الحكومة والمعارضة والمجتمع الاهلي. وكان اعضاء جمهوريون وديموقراطيون في مجلس الشيوخ طرحوا مشروع قرار يدعو للتوصل الى «نتيجة سلمية وديموقراطية» للأزمة الاوكرانية ويسمح لأوكرانيا بأن تصبح عضواً فاعلاً في المجتمع الأوروبي. وأورد المشروع الذي يتعين ان يوافق عليه مجلس الشيوخ ان «الادارة والكونغرس يجب ان يبحثا فرض عقوبات على أي شخص مسؤول عن اعمال عنف، بينها حظر اصدار تأشيرات وتجميد ارصدة». وأول من أمس، التقى ممثلو السلطة والمعارضة على طاولة حوار، حيث اكتفى الرئيس يانوكوفيتش بتعهد اصدار عفو عن المتظاهرين الموقوفين. بينما قال زعيم حزب «اودار» بطل العالم في الملاكمة فيتالي كليتشكو لدى خروجه من المحادثات ان «السلطة لم تأخذ في الاعتبار اياً من مطالبنا، لذا ستستمر التظاهرات لإرغام السلطة على أخذ مصالح الناس في الاعتبار، ولا نملك خيارات أخرى». وقبل يومين من زيارة يانوكوفيتش الى موسكو، نفى رئيس الحكومة الأوكرانية نيكولاي آزاروف عزم بلاده على توقيع اتفاق للانضمام الى الاتحاد الجمركي القائم بين روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا، مشيراً إلى أنها تسعى الى تحقيق موقف قوي في المفاوضات مع روسيا والاتحاد الأوروبي معاً، وتصبح شريكاً كامل الحقوق لأوروبا». اما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فصرّح بأن «حركة الاحتجاج يقف وراءها محرضون»، مضيفاً: «واقع ان شركاءنا الغربيين فقدوا حسهم بالواقع كما يبدو يثير حزني الشديد».