أبدت إرينا بوكوفا رئيسة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) قلقها الجمعة إزاء عمليات التنقيب غير القانونية عن الآثار في سورية، قائلة: «إن المنظمة حذرت صالات المزادات والمتاحف من هذه المشكلة». وقتل أكثر من 100 ألف شخص في الحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ عامين ونصف، والتي أجبرت الملايين على ترك منازلهم وتسببت في أزمة إنسانية ضخمة. وإضافة إلى القتلى وتدمير الممتلكات تقول اليونيسكو: «إن التراث الثقافي السوري يتعرض لخطر متزايد». وقالت بوكوفا للصحافيين: «إن أكبر مشكلة هناك، بصرف النظر عن الدمار الذي رأيناه لمواقع التراث العالمي... هي عمليات التنقيب غير القانونية عن الآثار». وتزور بوكوفا نيويورك لإلقاء كلمة أمام اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي تستضيفه فرنسا وغواتيمالا في شأن حماية الصحافيين وهو أمر قالت: «إنه يثير قلقاً متزايداً في سورية ومناطق الصراع الأخرى في شتى أنحاء العالم حيث يتم استهداف الصحافيين». ودعت مؤسسات إخبارية دولية في وقت سابق من الأسبوع الجاري قادة جماعات المعارضة السورية المسلحة إلى منع الجماعات المسلحة من خطف الصحافيين قائلة: «إن عشرات من عمليات الخطف أدت إلى الحيلولة دون التغطية الإعلامية الكاملة للحرب». وفي شباط (فبراير) قال مأمون عبدالكريم رئيس هيئة الآثار والمتاحف السورية: «إن عمليات التنقيب غير القانونية عن الآثار تهدد المقابر في مدينة تدمر الصحراوية ومنطقة إيبلا التي تعود إلى العصر البرونزي». وقالت بوكوفا: «إن هذه المشكلة تزايدت». وأضافت: «أن اليونيسكو أثارت مشكلة التنقيب غير القانوني مع الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة للسلام في سورية ومع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية». وقالت: «عرضنا (عليهما) خريطة هذه المواقع غير القانونية - أي عمليات التنقيب. أكثر ما يثير قلقنا حالياً هو أننا لا نعرف ما يحدث هناك وهو عمليات الإتجار والتصدير غير القانونية» للتحف. ولم تقل ما إذا كان المتورطون في عمليات التنقيب تلك لهم أي صلة بالرئيس السوري بشار الأسد أو المعارضين المسلحين الذين يسعون إلى إسقاطه. لكنها قالت: «إن أي شخص بوسعه فعل ذلك». ولم تكشف بوكوفا عن تفاصيل أماكن التنقيب غير القانوني عن الآثار في سورية. ونشرت اليونيسكو في أيلول (سبتمبر) «قائمة حمراء» لأنواع التحف لإخطار المتاحف وهواة جمع التحف وصالات المزادات بالآثار التي يتعين عليها ترقبها من سورية. وقالت بوكوفا: «إن تحفاً سورية غير قانونية ظهرت في الأردن».