انتهى بيت القصيد بعدما خالجت مشاعر الفرح عبدالرحمن العمري (23 عاماً) لفوزه بالمركز الأول في مسابقة الشعر لملتقى شباب منطقة مكة بين طلاب التعليم العالي في نسخته الثالثة، وأسهمت في جود قريحته بقصيدة من بين أبياتها: «اليوم جبت الفخر يالحلم الرهين .. ولفيت مكة لاجل أقبل خدها .. لا من خذيت الفخر لا بدك تبين والكلمة اللي ترتقي بك بدها»، إلا أنه عاد يشكو من عزوف الجهات ذات العلاقة بالاهتمام به كموهبة شعرية فذة، أثبتت وجودها في مسابقة ضخمة، إضافة إلى الأندية الأدبية التي لم تتح له ولغيره من الشبان فرصة الوجود وإثبات قدرتهم الشعرية، فهو لم يجد حتى الآن أي جهة شعرية تتبنى موهبته. ويعزو العمري الذي بدأ ينظم الشعر وهو يبلغ من العمر 15 عاماً، سبب عدم استقطاب الجهات ذات العلاقة الشعراء الشباب، إلى أن الكثير منها لا يهتم بجانب الشعر الفصيح، أو الإلقاء الأدبي، بل تتوجه إلى الأهتمام بفئة الشعر النبطي والرياضي، منوهاً بأن موهبة الإلقاء والشعر التي يتميز بها عرفت لدى الكثير من خلال الإعلام الجديد، الذي أتاح له فرصة كبيرة ووجوداً جيداً. ويقول: «حتى الآن لا يوجد منبر إعلامي يهتم بالشباب المبتدئين، وهذه معاناة كبيرة يواجهها الكثير من الشبان أصحاب المواهب الشعرية، إذ لم يجد الأديب الشاب فرصة للظهور سوى من خلال الإعلام الجديد والذي من خلاله قدر الناس الموهبة التي يحملها، وفي حال عدم وجود الإعلام الجديد لربما الكثير من المواهب انتهت ولم تصقل». يحمل العمري موهبة الإلقاء إلى جانب موهبة نظم الشعر الفصيح والنبطي، ورغم ذلك يؤكد عدم استطاعته هو وزملاؤه الشعراء الشباب من الوجود بقوة في النوادي الأدبية، مضيفاً: «للأسف النوادي الأدبية لا تهتم بالشعراء الشباب، وهي تهتم بالأدباء الكبار، وهي لا تهتم بقضايا الأدب والشباب المهتمين بالأدب». واعتبر جائزة مسابقة الشعر التي نالها من خلال ملتقى شباب مكة، دفعة كبيرة لشريحة الشعراء الشبان نحو الاستمرار في الاهتمام بمواهبهم، إذ إن الدعم الكبير الذي وجدوه من القائمين على الملتقى عمل على تحفيزهم وتشجيعهم للعودة إلى الكتابة والمشاركة مع المجتمع، إضافة إلى تسليط الضوء على مواهبهم وإظهارها.