أكد استشاري أمراض صدرية أن نحو 20 في المئة من المدخنين في المملكة يصابون بالداء الرئوي المنسد المزمن، مشيراً إلى عدم وجود إحصائيات رسمية في السعودية عن الوفيات بسببه، مبيناً أن الخبراء يشككون في صحة أن تكون الوفيات السنوية به تصل إلى 4.2 في المئة من الوفيات، موضحاً أن نحو 20 في المئة من المدخنين يصابون بالمرض، وأن نسبة التدخين في الذكور تتجاوز 38 في المئة، وأقل من ذلك في الإناث، وأن غالبية سكان السعودية من الصغار في السن، والمتوقع زيادة معدل الإصابة مستقبلاً. وأوضح رئيس قسم الرعاية التنفسية واستشاري أمراض الصدرية في مستشفى الملك فهد في الهفوف الدكتور محمود البقشي، بأن الداء الرئوي المنسد المزمن سببه الرئيس هو التدخين، وتظهر أعراض المرض على 20 في المئة من المدخنين بعد عشرين سنة تدخين لعشرين سيجارة في اليوم، والمدة أقل لمن يدخن أكثر من ذلك، وخصوصاً لمن لديهم أمراض رئة سابقة كذلك. وأضاف بأن «الشيشة» و»المعسل» تؤدي إلى نفس النتيجة حيث يحسب الرأس من المعسل والشيشة بمعدل من عشرين إلى خمسين سيجارة. ويصيب القصبات الهوائية بتضييق مزمن ومستمر مما يسبب ضعفاً في تدفق الهواء أثناء الزفير وانحباس الهواء داخل الرئة مما يصاحب ذلك شعور بضيق التنفس وخصوصاً عند بذل المجهود مثل المشي. وذلك بسبب الالتهابات التي تصيب القصبات الهوائية الكبيرة والصغيرة والحويصلات الهوائية مما يؤدي إلى زيادة الخلايا المفرزة للبلغم وضعف الهدبات الطاردة له، وكبر العضلات المحيطة بالقصبات وتمدد الحويصلات الهوائية، كل ذلك وغيره يضعف كفاءة الرئتين خصوصاً الأشخاص المدخنين. وأكد بأن الامتناع عن التدخين يمنع وقوع المرض، وخصوصاً لمن كان في الدائرة العظمى من الخطر من العاملين في مناطق تلوث. ووضع قوانين صارمة للحد من التدخين في الأماكن العامة؛ وأماكن العمل؛ والمنزل لوقاية بقية أفراد الأسرة. كذلك تشجيع برامج مكافحة التدخين وقد نجح الغرب في تقليل نسب المدخنين والمرض بوضع ضوابط صارمة على المدخنين وشركات التدخين. معتبراً الأدوية الموجودة ليست للقضاء على المرض بل للسيطرة على الأعراض، وهي في الغالب موسعات للقصبات الهوائية على أشكال بخاخ غازات مضغوطة أو بودرة للاستنشاق، ووضعت على هذا الشكل حتى تعطي مفعولاً أفضل وأسرع بجرعات أقل إلى المنطقة المقصود علاجها وهي الرئتين. كما يتم إضافة أدوية «الكورتيزون» على شكل بخاخات كذلك للحالات الشديدة، وأخذ تطعيم الأنفلونزا الموسمي قبل الشتاء وأخذ المضاد الحيوي عند الهجمات المرضية الرياضية، والتغذية السليمة.