اعتبر استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة الدكتور أيمن بدر كريم أن تدخين الشيشة لا يقل خطورة عن السجائر، بعد أن المحت دراسة حديثة إلى أن هناك مضاعفات سلبية لتدخين الشيشة (النرجيلة) على وظائف الرئتين، وثبوت.. زيادة خطر استنشاق هذا النوع من التدخين في الإصابة بمرض التهاب الشعب الهوائية الساد المزمن، فمقارنة بتدخين السجائر، تبين أن تدخين الشيشة (الجراك أو المعسل)، يحمل في طياته خطر تدهور وظائف الرئتين على مدى السنوات، نتيجة انخفاض القدرة الاستيعابية للهواء الخارج من الرئتين بمعدل 4 في المائه (173 ملل) في السنة الواحدة، مما يعني انحباس الهواء في الرئتين، والمعاناة من أعراض انسداد الشعب الهوائية المزمن مثل ضيق التنفس والسعال المزمنين. وأضاف الدكتور كريم أن الدراسة اعتمدت على استعراض منهجي لجميع الدراسات التي تناولت العلاقة بين تدخين (الشيشة) ووظائف الرئتين، وقارنت بين تدخين الشيشة من جهة، وتدخين السجائر من جهة أخرى، لتوضيح الأثر السلبي لتلك العادة الاجتماعية غير الصحية التي انتشرت في كثير من المجتمعات العربية، وبدأت في غزو عدد من المجتمعات الغربية. وبين أنه من خلال التحليل العلمي للدراسات، تبين أن أعراض السعال المزمن المصاحب ببلغم كثيف، والشعور بضيق التنفس أثناء القيام بمجهود عضلي، وتكرر الإصابة بالتهابات الشعب الهوائية الفيروسية والبكتيرية، تبين أنها تصيب الأشخاص الذين يدخنون الشيشة، بنسبة 11.7 في المائة مقارنة ب9 في المائة من الأشخاص الذين يدخنون السجائر، في دليل آخر على تماثل الضرر الذي يسببه النوعان من التدخين. الدكتور كريم خلص الى القول إن هذه الدراسة الحديثة تؤكد على زيادة الاهتمام بنشر التوعية الصحية بأضرار التدخين بشكل عام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول تدخين المعسل، حيث إنه ليس بأي حال من الأحوال أقل خطرا على الصحة من تدخين السجائر، كما أنه من الضروري تفعيل القوانين والأنظمة التي تحظر التدخين في الأماكن العامة، ونشر الوعي بضرورة إجراء فحص وظائف الرئتين للمدخنين بصورة مزمنة، تحسبا لإصابتهم بانسداد الشعب الهوائية ومضاعفاته الخطيرة. يشار إلى أن تقرير منظمة الصحة العالمية أشار إلى أن مرض التهاب الشعب الهوائية الساد المزمن الناتج عن التدخين المزمن بشكل رئيس، يقع رابعا في قائمة أسباب الوفيات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكنه من المتوقع أن يحتل المرتبة الثالثة في هذه القائمة بحلول عام 2020.