لعلها قليلة المعارض التي تحظى بزوار كثيرين وجمهور منقطع النظير، ذلك ما حدث بالنسبة لمعرض «أسماء الله الحسنى» الذي يقام بمحاذاة الساحة الغربية للحرم النبوي الشريف، وانطلقت فعالياته برعاية أمير منطقة المدينةالمنورة فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، وتزامن مع فعاليات المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية. بدا المعرض من أول وهلة مناسبة نادرة وفريدة ليطلع الزوار على محتوياته، مجلَّلين بهالة من النور، ومغمورين في غيمة من الروحانية. عمد المعرض إلى استخدام وسائل عرض حديثة للتعريف بأسماء الله الحسنى، فالمنظمون لم يألوا جهداً في استعمال أحدث التقنيات المرئية والمسموعة واللوحات والمجسمات الفنية والأفلام الوثائقية، إضافة إلى تسخير المؤثرات السمعية وتقنيات الصوت والضوء خدمة لموضوع المعرض وهو التعريف بأسماء الله الحسنى ودلالاتها، في إطار تربوي تعلّمي حديث ومشوّق. تضمن المعرض الذي يقام على مساحة ألفي متر مربع أكثر من 150 لوحة داخلية وخارجية بمقاسات مختلفة، من بينها لوحة كبرى بمقاس 340 مترمربع. وعَرض المعرض أربعة أفلام وثائقية أتاحت للزوار التأمل في ملكوت الله عزّ وجل في خلق الأرض والشمس والكواكب والمجراّت، وتظهر عظمة الخالق جل وعلا وضآلة المخلوقات، وذلك في محاولة هي الأولى من نوعها لتوظيف التقنيات الحديثة في تعزيز الجوانب الإيمانية لدى الزائرين عبر استثارة ملكة التفكير والتأمل لديهم، وحثهّم على استشعار عظمة الله سبحانه، وبعث محبته جلت قدرته في العقول والوجدان. ينقسم المعرض إلى تسع قاعات رئيسة، تشمل قاعتي الاستقبال وكبار الزوار اللتين تقدمان تعريفاً موجزاً بالمعرض، وتحويان أيضاًَ عرضاً عن «المجموعة الشمسية» للتعرف عليها مقارنة بحجم الأرض للدلالة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى. إضافة إلى ذلك يضم المعرض «قاعة المحبة والحياء» التي تقدم تعريفاً مشوقاً لأسماء الله الحسنى عبر شرح دلالة الأسماء من القرآن والسنة والتعريف بمعانيها، مع التركيز على الآثار الإيمانية لمعرفة هذا الاسم على الإنسان.