اقتصرت تداعيات العاصفة الثلجيّة التي تضرب لبنان منذ ليل الأربعاء الماضي على المناطق الجبلية والأكثر تأثراً هما البقاع والشمال. وغطت الثلوج التي تساقطت الليل الفائت المرتفعات دون 900 متر. وقطعت مختلف الطرق الجبلية بدءاً من 1200 متر. وأرخت العاصفة من يومها الأوّل الذي مرّ عادياً في الساحل حملها الثقيل على النازحين السوريين الذين واجهوا أمس الجليد الذي أعاق فتح الطرق والبرد القارس في عكار وعرسال والفاعور (البقاع الأوسط) مع تدن في درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر. واجتاحت السيول خيمهم في مخيم عين الحلوة وعدد من المناطق الساحلية، وسط شكوى عامة من عدم تمكنهم في الحصول على الوقود الكافي، وغياب وسائل للتدفئة. ولجأت مجموعة من العائلات النازحة في بلدة الدبابية (عكار) إلى منازل قريبة من المخيم طلباً للمساعدة وتجمّعت عائلات مماثلة في بلدة النوار وبلانة والحيصة بعد أن دخلت المياه إلى خيمهم البلاستيكية المثبتة بأعمدة خشبية. وانقطع التيار الكهربائي في المنطقة، الاتصالات الخلوية، وشبكات الإنترنت الخاصة. وتابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي أوضاع الطرق والمناطق في ظل العاصفة والإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها مع سائر الوزارات والإدارات لدرء الأخطار والأضرار وتقديم المساعدات اللازمة للمواطنين. ميقاتي مستاء من المجتمع الدولي وأكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة شؤون الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس بعد لقائها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في حضور الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي لدى لبنان السفير روبرت واتكنز وممثل الامين العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي: «إن الأممالمتحدة وكل الوكالات والشركاء يعملون على دعم النازحين والمجتمعات المضيفة والحكومة في الاستجابة لهذه الأزمة، وتطبيق قرارات البيان الرئاسي لمجلس الأمن الذي تم التوافق عليه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي». وأضافت: «هناك مجتمعات تحتاج إلى المساعدة، فللأمم المتحدة خطة استعداد للشتاء معدة لمساعدة هذه المجتمعات». وشدد ميقاتي على أن «لبنان لم يتأخر عن القيام بواجباته الإنسانية حيال النازحين، لكنه يشعر بالخيبة من المجتمع الدولي لتجاهله الاعتبارات الإنسانية التي حتمت اتخاذ هذا الموقف، كما لم يكن تحرك هذا المجتمع الدولي على قدر الحاجات اللازمة ومحدودية إمكانات الدولة في هذا الإطار». ولاحقاً زارت آموس الرئيس سليمان وشددت على الدعم المستمر للبنان وجيشه والمساعدة في ايواء النازحين. ابوفاعور: الوضع يتفاقم ولفت وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور إلى أن «موضوع النازحين السوريين يتفاقم سوءاً»، معلناً بعد لقائه آموس يرافقها واتكنز وبلامبلي أن «الطلب الأساسي الذي طرحه خلال اللقاء هو أن تكون هناك جهود سياسية مكثفة لفتح ممرات إنسانية آمنة داخل سورية لمساعدة السوريين»، معتبراً أن «هذا الحل هو الحل الأمثل لوقف تدفق النازحين إلى لبنان وتخفيف العبء عنه».ورأى أن «هذا الخيار هو الأكثر قابلية للتحقيق»، وقال: «بحسب ما علمت هناك جهود تبذل بهذا الاتجاه»، مشيرا إلى إمكان «فرض أو إقناع النظام بهذا الأمر تماماً كما فرض عليه التخلي عن السلاح الكيماوي». وأوضح أن «تداعيات العاصفة خارج سيطرتنا للأسف». وقال: «الحكومة تتحمل مسؤولية لكننا لا نملك إمكاناً للتحكم ببطانية واحدة أو حصة غذائية واحدة وما نفعله هو مساعدة المنظمات والجمعيات»، مطالباً إياها ب «إقرار إنشاء مخيمات». وأسف لأن «بعض الأطراف السياسية ما زالت تعارض إنشاء مخيمات للنازحين». وأسف ل «التأخر بإنشاء مخيمات وهذا ما أوصلنا إلى هذه الحال»، معلناً عن «وجود 431 مخيماً عشوائياً فيها 16800 خيمة ويسكنها 100 ألف سوري». وقال: «بدأنا العمل على تجهيز الخيم لفصل الشتاء منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) وأعطينا كل خيمة مبلغ 150 دولاراً و100 دولار بعد فترة زمنية قصيرة ليتحضروا للشتاء». وقال: «هناك بعض الحالات المرضية التي نعالجها ولكننا لم نتبلغ بأي حال وفاة حتى الساعة». وزاد: «وزعنا 6 آلاف وسيلة تدفئة، ونحضر لتوزيع 10 آلاف أخرى إلا أن ذلك لا يعني أن الوضع غير كارثي».