ما القيمة الإبستمولوجية التي تحملها الصورة وهي تشتغل في حقل الشعر أو في حقل السرديات؟ ما طبيعة الانفعال الذي تنتجه الصورة في نفس المتلقي إن كان ثمة انفعال؟ وما مصدره في داخل الصورة نفسها؟ هل يمكن أن نساوي بين الصورة حين تستخدم اللغة في الشعر والصورة حين تستخدم اللون في اللوحة؟ ما الفرق؟ هذه عدد من الأسئلة طرحها الدكتور أحمد صبرة، الأستاذ في قسم الدراسات العليا بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، خلال محاضرة نظمتها الكلية ضمن نشاطها الثقافي وأدارها الدكتور أحمد العدواني، الذي مهد للمحاضرة بحديث موجز عميق عن الدور الذي تقوم به الصورة في الحياة، وعن أهمية تلاقح الأفكار بين الثقافات المختلفة التي تغني في النهاية تراثنا وتجعلنا نراه من منظور جديد. وفي المحاضرة التي عنوانها «الصورة في اللغة: حدود وإشكالات»، ناقش تعريف إزرا باوند للصورة التي يرى أنها تعرض مركباً عقلانياً وعاطفياً في لحظة من الزمن. «وبدت العقلانية التي يقصدها باوند غامضة، فهل تساوي عند باوند المعرفة؟ وإذا كانت كذلك فهل يمكن للشعر أن يكون بديلاً عن التاريخ وعن الفلسفة»؟ وناقش صبرة أيضاً تعريف دي لويس للصورة بصفتها رسماً بالكلمات، متسائلاً: هل هي رسم فعلاً؟ ومال إلى رفض مساواتها باللوحة، «فوسائل إدراكها مختلفة عن إدراك اللوحة. كما أننا لا يمكن أن نساوي بين عمل قائم على الكلمة وعمل قائم على اللون، لأن الكلمات مثقلة بدلالات لا يحتملها اللون». وانتهى صبرة في موضوع الحدود إلى عدم حماسته كثيراً لمصطلح الصورة، و«الأفضل أن ترد إلى أصولها البلاغية، وهنا يمكن أن ينتج البحث فيها نتائج عميقة». اهتم صبرة كذلك بالتركيب اللغوي للاستعارة والتشبيه، ورأى أنه يحتاج إلى عناية أكبر في الدرس الحديث. كما اهتم أيضاً بقضية التأويل، والكيفية التي يتم بها تأويل الجملة المجازية في حقل اللسانيات الحديثة. وأفاض أيضاً في الحديث عن الاستعارة الميتة والدور المهم الذي تقوم به في اللغة، وانتهى إلى الحديث عن علاقة المجاز برؤية العالم، وهو موضوع محوري في درس المجاز. وفي المداخلات قدم عدد من الحضور إضاءات قوية لموضوع البحث.