تريد فرنسا اقناع الشركاء الاوروبيين بتشكيل قوة افريقية، كي لا تضطر الى التدخل عسكرياً في القارة السمراء كما يحصل حالياً في افريقيا الوسطى، لكن المشروع يستلزم وقتاًَ من دون ضمانات حقيقية بالنجاح. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان لوي لودريان: "ما علينا تشكيله اولا هو قوة تدخل افريقية". وفي نهاية الاسبوع قدر فرنسوا هولاند ب20 الفاً عدد الجنود الذين يمكن لفرنسا تدريبهم سنوياً. وفي افريقيا الوسطى يتدخل الجيش الفرنسي رسمياً لدعم البعثة الدولية هناك. كما سبق ان تدخل مطلع 2013 في مالي ل"دعم" الجيش الوطني". وعلى الارض، يقوم الجنود الفرنسيون ال1600 عملياً بالمهمة، لأن عناصر القوة الافريقية الثلاثة آلاف غير مدربين جيداً او مسلحين كافياً، لم ينجحوا في منع وقوع المجازر. واعلن الاتحاد الافريقي انه "سيتم رفع عديد القوة الى ستة الاف"، لكن لم يحدد اي موعد. وتفتقر القوة الافريقية الى الوسائل اللوجستية والدعم الجوي وقدرات القيادة وعلى الجيش الفرنسي دعمها في كل المجالات. ومن ناحية العديد، لم تكن التجربة المالية مشجعة، لان بعثة دعم مالي التي يفترض ان تحل محل الفرنسيين لا يزيد عدد قواتها عن ستة الاف عنصر وهو رقم بعيد جدا عن ال12 الفاً المعلن اصلاً. ويتم تدريب الافارقة منذ نحو 20 سنة على مهمات حفظ السلام خصوصاً في اطار برنامج تعزيز القدرات الافريقية لمهمات حفظ السلام تحت اشراف الاممالمتحدة. لكن النتائج لا تزال محدودة. وقال باسكال لو بوتروما المتخصص في قضايا الدفاع: "متى يتم تدريبهم لا يبقى الجنود ضمن وحداتهم ويخسرون شيئا فشيئا مهاراتهم المكتسبة". وجرى تطوير الاسلوب حيث قامت بعثة التدريب الاوروبية في مالي هذا العام بتدريب اول ثلاث كتائب في الجيش المالي الجديد اي نحو الفي عنصر يفترض ان يبقوا متحدين لتحقيق فعالية اكبر. وفي حين لا يزال الاوروبيون يرفضون ارسال قوات الى جانب القوات الفرنسية في افريقيا الوسطى، شاركت 23 دولة من الاتحاد الاوروبي في بعثة التدريب الاوروبية في مالي. وقال لو دريان امام النواب: "اليوم اوروبا تبني الجيش المالي الجديد. من كان يظن ان بولنديين او تشيكيين سيتواجدون في باماكو لتدريب الجيش المالي؟". واضاف: "كيف يمكن للاتحاد الاوروبي ان يساعد الدول الافريقية على ان يكون لديها قوة تدخل سريع؟". وتابع ان على الاوروبيين تدريب العسكريين الافارقة لهذه الغاية. وستطرح هذه المسألة على الطاولة خلال اجتماع مجلس اوروبا في 19 و20 كانون الاول/ديسمبر الذي سيخصص لقضايا الدفاع.