في وقت استغل المرشد العام ل «الإخوان المسلمين» محمد بديع أول ظهور له أمام القضاء المصري منذ توقيفه أواخر آب (أغسطس) الماضي لتبرئة نفسه وجماعته من تهم العنف والإرهاب التي وجهتها النيابة إليه و14 من قادة «الإخوان»، كان طلاب الجماعة في جامعة الأزهر يضرمون النيران في سيارات خاصة ومدرعات تابعة للشرطة خلال اشتباكات عنيفة أسقطت عشرات الجرحى أمس. وقال بديع خلال الجلسة التي عقدتها محكمة جنايات الجيزة في معهد أمناء الشرطة المتاخم لسجن طرة، وسط استنفار أمني: «إنني وجماعتي لسنا جناة أو متهمين، إنما نحن مجني علينا. لكن الانقلاب سحر أعين الناس». وأرجأت المحكمة القضية إلى 11 شباط (فبراير) المقبل «للاطلاع على الأوراق وسماع الشهود» على أحداث العنف التي أسقطت خمسة قتلى، بينهم ضابط جيش في شارع البحر الأعظم في عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. ومَثُل أمام المحكمة بديع وعدد من قادة «الإخوان» في مقدمهم محمد البلتاجي وعصام العريان والوزير السابق باسم عودة وصفوت حجازي. وسمحت المحكمة خلال الجلسة للمتهمين بلقاء هيئة الدفاع التي يقودها محامي «الإخوان» محمد الدماطي. وأُدخل المتهمون قفص الاتهام تباعاً، قبيل اعتلاء القضاة المنصة. وعقب دخولهم رددوا هتافات ضد الجيش والقضاة بينها: «يسقط يسقط حكم العسكر... إحنا في دولة مش في معسكر» و «نائب عام باطل... أمر إحالة باطل»، ولوحوا بإشارة «رابعة». وهاجم البلتاجي والعريان القضاة في كلمات ألقوها أمام المحكمة. في الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومئات من طلاب «الإخوان» في محيط جامعة الأزهر شرق القاهرة، غداة مواجهات بين الطلاب والأمن في محيط المدينة الجامعية. وقطع طلاب «الإخوان» الطريق أمام جامعتي القاهرة وعين شمس لكن من دون اندلاع مواجهات دامية. وكان مئات من هؤلاء الطلاب تجمعوا أمام البوابة الرئيسة لجامعة الأزهر وقطعوا شارع النصر الرئيس، ورددوا هتافات ضد الشرطة والجيش، ملوِّحين بإشارات «رابعة»، تعبيراً عن دعم الرئيس المعزول محمد مرسي، فيما نظمت طالبات «الإخوان» مسيرات في محيط الجامعة فرع البنات، عبّرن فيها عن تأييد مرسي و «الإخوان» وانتقدن الجيش والشرطة. وتمركزت آليات ومئات الجنود من الشرطة خلف أسلاك شائكة في مسعى لإقناع الطلاب بفتح الطريق والعودة إلى داخل الحرم الجامعي للتظاهر، لكن بلا جدوى، فبدأت الشرطة في إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، ليتراجع الطلاب إلى داخل الجامعة، قبل أن يخرجوا ثانية لإحراق آلية تابعة للشرطة في محيط الاشتباكات، بعدما رشقوا القوات بالحجارة وأحرقوا أشجاراً داخل الحرم الجامعي. ودار كرّ وفرّ بين الشرطة والطلاب خارج الجامعة، وأصيب العشرات من الطرفين، وألقت الشرطة القبض على عشرات الطلاب. وبعدما تمركزت آليات الشرطة في مواجهة بوابة الجامعة الرئيسة لمنع الطلاب من الخروج ثانية من الحرم الجامعي، بدأ الطلاب في إضرام النيران في الأشجار بكثافة ومحاصرة المقرات الإدارية للجامعة والتعدي على أفراد الأمن الإداري، فطلبت إدارة الجامعة من الشرطة التدخل لوقف تلك الممارسات، فاقتحمت آليات الشرطة ومئات الجنود حرم الجامعة، لتدور مواجهات داخله، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على تجمعات الطلاب وأوقفت العشرات منهم، فيما رد الطلاب بالحجارة.