من المقرر أن يُصدر «الائتلاف الوطني» السوري المعارض اليوم الثلثاء تقريراً يحمل عنوان «بالسكين!» يوثّق عدداً من المذابح الدموية التي تُلقى المسؤولية فيها على قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويتهم التقرير الذي أعده المكتب الإعلامي ل «الائتلاف» قوات النظام بإنشاء «فرق موت» تنتقل من منطقة إلى أخرى وتقوم بمذابح ضد القرى والبلدات الثائرة ضد حكم الرئيس الأسد، علماً أن الحكومة السورية سبق لها أن نفت في الماضي تورطها في عدد من المذابح التي اتهمها بها ناشطون معارضون وحقوقيون. ويشير التقرير إلى أن نظام الأسد استخدم منذ بدء الثورة في آذار (مارس) 2011 كل أنواع السلاح لديه «من البدائي إلى الكيماوي»، أملاً في «وأد الثورة وإطفاء لهيبها... لكنه لم يفلح». ويشير التقرير الذي اطلعت «الحياة» على مسودته قبل نشره المقرر اليوم: «الناس هنا لا يموتون بالكيماوي وحده، يجب أن يتذكر العالم هذا جيداً. فعشرات الآلاف من المدنيين السوريين قضوا تحت القصف بالصواريخ البالستية والقنابل الفراغية والعنقودية وبراميل البارود... وآلاف آخرون قضوا بالذبح والحرق، أو الحرق وهم أحياء. قُتل أكثر من 150 ألف مدني سوري بمختلف أنواع الأسلحة حتى الآن». وهذه الحصيلة لعدد الضحايا هي الأكبر من كل التقارير السابقة لمنظمات حقوقية والتي وضعت الرقم الأعلى للضحايا بحدود 126 ألفاً، بما في ذلك الجنود النظاميون والمنشقون ومقاتلون من الكتائب الثائرة، بحسب التقرير الأخير ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويضيف تقرير «بالسكين!»: «20 مجزرة على الأقل قضى خلالها 2885 ذبحاً ارتُكبت خلال 20 شهراً، بما معدله مجزرة كل شهر. ذُبح ما يزيد على 200 طفل و120 امرأة. وقضت عائلات بأكملها. تتجاوز المسألة هنا مجرد انتهاكات إلى سلسلة جرائم إبادة جماعية منظّمة». ويستند التقرير، كما جاء في مسودته، إلى معلومات من «مصادر مفتوحة وتقارير لمنظمات دولية وشهادات لناجين»، إضافة إلى شهادات النشطاء. ويلفت إلى أن ما يجمع بين هذه المذابح التي حصلت في مناطق مختلفة من سورية أنه «قبيل ارتكابها تعرّضت مناطقها للقصف المدفعي العنيف، وأنها ارتكبت من قبل فرقة وحيدة مدربة، تنقلت بين كل المدن السورية الثائرة مثل حمص ودرعا ودمشق وحلب، والتي عُرفت باسم فرق الموت، وقامت بارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين العزّل، وبأعمال وحشية جداً من ضرب وتعذيب وسحل وحرق وقتل في النهاية بالرصاص والسكاكين، على مرأى من أهاليهم، ومن أهالي الحي الذي نشأوا فيه». ويضيف أن هذا الأمر يؤكد أن «التعايش مع نظام الأسد غير ممكن»، و «أنه إن لم تتم محاسبة المجرمين فإن نتائج ذلك ستكون خطيرة على تماسك المجتمع السوري واستعادة عافيته، فالحديث عن أي مصالحة بعد الحرب لن يكون لها معنى من دون محاسبة». ويتحدث التقرير بالتفصيل عن المجازر التي حصلت بدءاً بالحولة في حمص (25 أيار / مايو 2012) مروراً ببابا عمرو وكرم الزيتون والعدوية ومزارع أبل والقبير والتريسمة (ريف حماة) وداريا ودير الزور والذيابية والصنمين وجديدة الفضل والبيضاء ورأس النبع (بانياس) وكفر زيبا (ريف إدلب) والشيخ حديد (ريف حماة) ورسم النقل (ريف حلب) والسخنة (ريف حمص) والشنابرو (ريف حماة) ووادي المولى (ريف حمص)، وانتهاء بمجزرة قرية كوكب بريف حماة في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013. ويخلص التقرير إلى أن «النظام قد قام مبكراً من عمر الثورة بتشكيل فرق موت خاصة بتنفيذ المجازر الدموية بالسلاح الأبيض. قوام هذه الفرق الحرس الجمهوري التابع لقوات النظام وعناصر من الحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى الشبيحة وعناصر حزب الله».