انقلب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على وصيّه ومرشده السياسي جانغ سونغ ثايك، زوج عمته الذي اعتُبر الرجل الثاني في النظام، إذ أكدت بيونغيانغ عزله من جميع مناصبه، لاتهامه بارتكاب «أفعال إجرامية تفوق الخيال» وقيادة «فصيل مضاد للثورة». وكان جانغ نائب رئيس لجنة الدفاع الوطني، أبرز هيئة عسكرية في البلاد، وزار بكين عام 2012 نيابة عن كيم الثالث. وسرت إشاعات عن إقالته، أعوام 2009 و2010 و2011. وكان عام 2004 أُخضع ل «إعادة تأهيل» لفترة طويلة في مصنع فولاذ، بعد اتهامه بالفساد، وهذا مألوف في دوائر النظام في كوريا الشمالية، قبل عودته إلى الساحة السياسية العام التالي. ووسّع جانغ نفوذه في شكل كبير، بعد جلطة دماغية أُصيب بها كيم جونغ إيل عام 2008، ثم عند وفاته عام 2011، إذ اعتُبر وصياً على كيم الثالث. كيم كيونغ هوي (67 سنة)، زوجة جانغ شقيقة كيم جونغ إيل، تُعتبر أيضاً شخصية أساسية في النظام منذ 4 عقود، ورُقيّت عام 2010 إلى رتبة جنرال بأربع نجوم، مع كيم جونغ أون في آنٍ. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر لديه علاقات وثيقة في بيونغيانغ، أن عمة كيم الثالث لا تواجه مشكلات. وعُزل جانغ (67 سنة) من جميع مناصبه، وطُرد من حزب العمال الحاكم، خلال اجتماع لمكتبه السياسي الأحد «قاده» كيم الثالث، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية. وبثّ التلفزيون الكوري الشمالي صورة ثابتة أظهرت حارسين يخرجان جانغ من الاجتماع، علماً أنه كان يرتدي ملابس مدنية، بعد تجريده من أوسمته العسكرية، ويجلس مع الجمهور، لا مع القيادة. كما حذف النظام اسمه وصوره ولقطات الفيديو الخاصة به، من قاعدة بيانات وكالة الأنباء الرسمية. وأفادت الوكالة بأن الحزب الحاكم «عزل جانغ وسيطر على فصيله»، لافتة إلى أنه شكّل مجموعة منشقة داخل الحزب وعيّن أوفياء له في مناصب استراتيجية، خدمة لطموحاته السياسية. وذكرت الوكالة أن جانغ أقام «علاقات غير مناسبة» مع نساء و «تأثر بنمط الحياة الرأسمالية». وتابعت أنه كان «مريضاً أيديولوجياً ومترفاً وخمولاً ويتعاطى المخدرات، ويبذر مبالغ بالعملات الأجنبية في كازينوات فيما كان يُعالَج في الخارج على نفقة الحزب». واتهمت جانغ بإساءة إدارة شركتي الحديد والأسمدة العامتين اللتين كان يباع إنتاجهما ب «أسعار بخسة». وزادت: «بدافع من طموحاته السياسية، حاول جانغ تعزيز قوته وبناء قاعدته، وارتكب مع أتباعه أعمالاً إجرامية تفوق الخيال، مسبّبين أضراراً جسيمة للحزب والثورة». وقد يكون جانغ خسر اختبار القوة الذي كان يجري بينه وبين شون ريونغ هاي، الضابط الكبير ومدير «المكتب السياسي» في «الجيش الشعبي الكوري» الذي كلفه كيم جونغ أون أخيراً تمثيله في بكين. وأفادت تقارير إعلامية بفرار مساعد لجانغ إلى الصين، حيث وُضع في حماية كورية جنوبية، مرجحة أن يكون هذا الأمر سبب عزل القيادي السابق. ويتيح طرد جانغ لكيم الثالث تشديد قبضته على السلطة، إذ قال بايك هاك سون، وهو خبير في معهد «سيجونغ»: «إن كيم جونغ أون شيّد قاعدة صلبة لحكمه خلال السنتين الأخيرتين، ولم يعد يحتاج إلى وصي يبدو أنه كان يزداد قوة وخطراً». أما كيم يونغ هيون من جامعة «دونغوك» في سيول، فاعتبر أن «جانغ كان الشخصية الأكثر ميلاً إلى إصلاح النظام الكوري الشمالي وانفتاحه».