تجاوز متابعو المدرب الهلالي سامي الجابر في «تويتر» مليون متابع في الوقت الذي يعاني فيه ال«كوتش» مع فريقه تذبذب المستوى، ويقع تحت ضغط إعلامي رهيب ما يشتت ذهنه، خصوصاً بعد أن أضحى الهدف الأبرز للكاميرات قبل وبعد كل مباراة. لو كان سامي الجابر قارئاً جيداً أتمنى فقط أن يطلع على مقال للزميل المميز والمختص بكتابة قصص الناجحين الأستاذ عبدالله المغلوث في الزميلة «الاقتصادية» حول قصة كفاح المدرب العالمي الأشهر مورينهو مدرب ريال مدريد، وكيف حقق النجاح في التدريب. ولأن المغلوث ليس من كتاب الوسط الرياضي سيطمئن ال«كوتش» لصدقيته، مشكلة الجابر ليست مع الهلال بل مع نفسه والإعلام والجمهور، فقد دخل التدريب من نافذة لا من الباب، سامي بعد اعتزاله الكرة وبعد مشواره الحافل بالنجاحات مع فريقه والمنتخب ظن أن النجاح سهل في كل خطوة سيخطوها، وتناسى أنه نجح كلاعب لأنه يلعب في فريق قوي ومنتخب كان قوياً أيضاً، ثم ذهب إلى التحليل الرياضي في «الجزيرة الرياضية» والتحليل مهنة يجيدها أي إنسان عربي كونه لا يتطلب أكثر من قلم وورقة ورصداً للأخطاء ليخبر المشاهد بما شاهده، على رغم أن التحليل بالنسبة للغرب مهنة تبنى على البحث والتعلم قبل مخاطبة المشاهد. بعد ذلك ذهب سامي إلى إدارة الكرة في ناديه وبلا مؤهل، فافتعل المشكلات مع نجوم الفريق ليختاروا الرحيل تقدمهم محمد الدعيع وخالد عزيز وغيرهم، ومارس الإدارة لمجرد أنه سامي المجدد المثقف المتحدث بعدة لغات، والأخيرة مشكوك فيها أيضاً! ثم فجأة قرر أن يكون مدرباً لا للرائد أو الرياض أو النجمة ليبدأ من أول السلم، بل للهلال ونال الدعم والقبول والرضا وسافر ليأتي بالمؤهل الذي يسكت به أعضاء الشرف والجمهور، وظل في فرنسا ضمن دورة لعدة شهور هي أشبه بدورات الحاسب الآلي هنا لمن يريد أن يدعم مؤهله العادي ليحظى بوظيفة فقط. الجابر ليس سيئاً والطموح حقه المشروع لكن التدريب مهنة لها نظام وأصول ومدارس وما يفعله بفريقه اليوم وإن كان في المركز الثاني في الدوري غير مقبول، فالهلال معه باهت بلا ملامح، فوجوه لاعبي الفريق الأزرق تعكس التعب وانسلاب روح الزعيم، والمدرب الحقيقي ببساطة لا يحمله أنصاره ليوضع على أعلى درجة بالسلم بل يصعد السلم وحده درجة درجة. أشفق على سامي ليس من خصومه، فهو لا يهتم بهم كما أنه لن يهتم بهذا المقال، بل من كتاب الهلال وحوارييه الذين أما أنهم متعصبون لا يفهمون أو أنهم من فرط المحبة يغشون سامي في نفسه، فثمة من يقول إنه باني الهلال الجديد، وكأن القديم لم يكن سيد البطولات، سامي «شبيه الريح، وش باقي من الآلام والتجريح»! [email protected]