انتهت قمة النصر والشباب والحديث عنها لم ولن ينتهي حتماً بسبب ما رافقها من أحداث وتعليقات أعتقد أنها من الأكثر في تاريخ «تويتر»، لأن القمة لا تهم طرفيها فقط فهناك أطراف كانت تتابع المباراة وتنتظر نتيجتها النهائية، وهذا أمر طبيعي في عالم كرة القدم عندما تترابط كل الأمور ببعضها البعض.. فعندما يُطرد لاعب كبير من فريق في مباراة (صغيرة) قد يؤثر ذلك في (مباراة أخرى كبيرة)، والأمر ذاته ينطبق على التحكيم المحلي الذي بات يحظى بشبه إجماع على أن قراراته باتت تؤثر في نتائج مباريات ومصير أندية ومدربين وحتى إدارات، ولكن عندما يعمم الخطأ على الجميع فهذا يعني أن المشكلة عامة وليست خاصة، وسبق أن استضفت الأخ عمر المهنا رئيس لجنة الحكام في السعودية ولم ينف وجود تلك الأخطاء، لا بل أكد بعضها وأن صافرة خاطئة تسببت مثلاً في خسارة الاتحاد أمام العروبة بدل أن تسهم في فوزه لو كانت صحيحة... صحيح أن الأخطاء جزء من كرة القدم ويجب أن نتقبلها في حدها الأدنى، ولكن الصحيح أيضاً أنه لا يمكننا أن ننكر أن النصر مثلاً هذا الموسم يقدم عروضاً قوية، وتمكن من الفوز على الاتحاد والهلال والفتح بطل الدوري السابق، ولم يستعص عليه سوى الأهلي والعروبة والاتفاق، وأنهاها بالشباب.. صحيح أن هدف إيلتون كان من تسلل ولمسة يد، ولكن هذا يجب أن لا ينهي ولا يمسح ولا يُلغي مسيرة النادي هذا الموسم، وكما قال زميلي خلف ملفي رئيس تحرير «قول أون لاين» في تغريدة له «للمحتقنين أقول إن أخطاء العواجي لا تلغي إبداع النصر كمستوى وتغلبه على ظروف النقص قبل المباراة» والنصر عانى ويعاني من ثلاثة محترفين لهم حقوق مادية آثروا أن يُطالبوا بها قبل مباراة الهلال وهددوا بعدم اللعب، فلعب من دونهم وفاز، وهذا لا ينفي حقهم أبداً في المطالبة بحقوقهم وإن اختلفنا على الطريقة والأسلوب، ولكن محترفاً واحداً مثل رافينا الشبابي أو نيفيز الهلالي قادر على صناعة الفارق، فما بالكم بثلاثة دخل أحدهم بخجل وسجل هدفاً مثيراً للجدل وللأمانة، فلم أتوقع أن يكون غياب إبراهيم غالب والبحريني محمد الحسين مؤثراً إلى هذه الدرجة إضافة إلى سوء توقيت عبدالله العنزي في بعض الكرات قبل أن يتماسك ويعود العنزي الذي نعرفه... الثابت أن النصر توج بطلاً للشتاء على رغم كل ما قيل وسيقال، والثابت أن التحكيم السعودي في حاجة إلى مراجعة، إن كان على مستوى حكام الساحة أو المساعدين، والثابت أن الجميع تقريباً تضرر وانتفع في شكل أو بآخر من التحكيم، وعندنا مثل يقول «الموت في الزحمة رحمة» لأن الظلم عمّ الجميع حتى لو كان بدرجات متفاوتة، ويبقى أن يكون الثابت أن هذا الظلم لم يكن مقصوداً أبداً، بل حدث بغير قصد لأن وضع سوء النية هنا خطر جداً جداً فهو ينفي أساس قوة الدوري واستعداد فرقه وصرفها على اللاعبين المحليين والمحترفين، وينفي العدل الذي هو أساس كل شيء في الدنيا وليس الرياضة أو كرة القدم وحدها. mustafa_agha@