بدأت ألسي فرنيني منذ نحو شهر تصوير دورها في مسلسل جديد هو «عروس وعريس» من كتابة منى طايع وإخراج ديزيريه دكّاش وفيه تلعب دور معلّمةٍ في مدرسة تسعى إلى تدبير زواج إبن أختها، الذي بدوره يسعى إلى تزويجها من عمّه. المسلسل، على ما تقول فرنيني، خفيف الظلّ مع حوار ذكي فيه روح النكتة الطريفة. إطلالات ألسي فرنيني على الشاشة لا تعتبر عادية أبداً. حضورها قادر على رسم علامة فرح على وجوه المشاهدين، حتّى من دون أن تتكلّم! فكيف بالأحرى إن أطلّت في مسلسل «أشرقت الشمس» الذي يحظى بنسبة عالية جداً من المشاهدة، وفي دور لافت؟ الجمهور الذي يلتقي بها على الطرقات يعبّر لها عن إعجابه الشديد بدورها، خصوصاً أنّها المرّة الأولى التي تظهر بدورٍ مماثل. هل وجدت أي صعوبة لأداء شخصية «منيرة» صاحبة الخمّارة الشهيرة في بيروت؟ تقول: «كلّ دور، حتّى لو كان عادياً، ألعبه بحذرٍ ودقّة، وتكون الصعوبة في أن أجسّده مع الحفاظ على الحدّ الفاصل بين الواقعية والتضخيم، ولا أخفي عنك أنّني أخاف من ردود فعل الجمهور التي أنتظرها دائماً لأعرف كيف أدّيت دوري من وجهة نظرهم». قلق الكبار نُفاجأ بأنّها لا تزال تخاف وتقلق من نتيجة أدائها على رغم تاريخها الناجح في التمثيل، فتجيب بتواضعٍ لافت، وبصوت هادئ: «حين نضمن نجاحنا أمام الجمهور، نكون في الواقع نؤكّد فشلنا لأنّنا لن نعمل بالجدّية نفسها، لذلك أجد نفسي أعيش في قلق كي أكون على قدر المسؤولية أمام الناس». وتتابع شارحةً: «كلّ نص جديد هو تجربة جديدة، وإن لم يكن الأمر كذلك، فهذا يعني أنني أكرّر نفسي، خصوصاً أنّ حوارنا على الشاشة ليس تلاوة بعض الأسطر التي حفظناها بل هو تركيبة شخصية متكاملة كانت على الورق ونحن جعلناها تنبض بالحياة». ما سرّ نجاح مسلسل «وأشرقت الشمس» برأيها؟ تجيب أنّ أساس المسلسلات هو النص، فإن كان النصّ متيناً ومتماسكاً، يكون العمل قد نجح في نسبة خمسين في المئة، ثمّ يأتي بعد ذلك التنفيذ. وترى فرنيني أنّ هذا المسلسل تأمّنت له المناخات المناسبة للتصوير، بدءاً بالثياب والديكور ومواقع التصوير وصولاً إلى الإضاءة والإخراج وباقي التفاصيل. «أمّا أكثر ما ساعد المسلسل على النجاح، فهو الاختيار الجيّد للممثلين فشعر المشاهدون أنّ كل شخص في مكانه المناسب». وترى أنّ «وأشرقت الشمس» حظي بإجماعٍ من الجمهور على قيمته الفنية والجمالية شكلاً ومضموناً، «فحتّى الرجال والأولاد، الذين عادةً يشاهدون الدراما بنسبة أقل من النساء، يتابعون المسلسل بشغفٍ واهتمام». «الأولاد يشعرون أنّهم يشاهدون درساً في التاريخ، ويكتشفون الكثير من التفاصيل التي كان أجدادهم يعيشونها أيّام الاحتلال في تلك الحقبة من الزمن، وكيف كانوا يعانون القهر والعذاب». مهمة صعبة؟ بما أنّ المشاهدين يقارنون بين الأعمال الدرامية، عن قصد أو عن غير قصد، هل تعتقد ألسي أنّ هذا المسلسل سيصعّب المهمة على المسلسلات اللبنانية اللاحقة، بعد الإنتاج الضخم الذي ظهر به، وبعد النجاح الذي حقّقه؟ «حتماً» تسارع إلى القول، «وأعتقد أنّ الذين يرغبون بتقديم أعمال جديدة عليهم أن يعدّوا حتّى العشرة قبل الإقدام على خطوةٍ قد تبدو ناقصة، وعليهم أن ينتبهوا للنوعية، وعدم التعاطي مع الأمور كأنّ المُشاهدين سيقبلون بأي نتيجة». وتنفي فرنيني فكرة أنّ الجمهور مستعدّ لمشاهدة الأعمال كلّها، مهما كانت، لأنّ هدفه الأساسي هو تمضية الوقت، مؤكّدةً أنّ الناس باتوا قادرين على النقد الصحيح الذي يميّز الأعمال الجيّدة من تلك السطحية والسخيفة. ماذا تشعر ألسي فرنيني حين تكون بعيدة من الشاشة ومن التمثيل؟ تفكّر لبرهة ثمّ تقول: «بصراحةٍ، أنا لا أحبّ أن أغيب عن الشاشة»، ثم تتابع موضحةً: «لكنّ ذلك لا يعني أنّني مستعدّة أن ألعب أي دور لمجرّد أنني لا أريد أن أغيب عن أعين الناس». وتشدّد على فكرة أنّ التمثيل، بالنسبة اليها، لا يعني الشهرة في الدرجة الأولى، بل هو شغف تسعى دائماً إلى أن تعيشه. «الشهرة يمكن أن تجعل المرء يسكر بالنجاح فيصل إلى الفشل سريعاً، أو يمكن أن تسجن المرء فلا يعود يتصرّف بحرّية». هل نستنتج أنّها تنزعج من الشهرة حين يسارع الناس إلى إلقاء التحيّة عليها، وبالتالي منعها من أن تكون على راحتها؟ «لا، لا يزعجني الناس، لأنّهم بتحيّتهم يعبّرون عن محبتهم وإعجابهم بأدائي، وهذا الأمر يمنح إحساساً بالفرح، لكن ما أريد قوله هو أنّ الشهرة ليست هي التي تمنح السعادة، بل النجاح هو الذي يعطي سعادةً تدفعك لتقديم المزيد». وتلفت إلى أنّ الشهرة قد تكون خطيرة على أصحابها، فالأشخاص الذين يعيشون للفنّ بهدف البقاء تحت الأضواء ينتهي بهم الأمر في وحدةٍ مخيفةٍ، وحتّى قاتلة.