أكمل منتخبا عُمان والإمارات عقد مربع نصف نهائي «خليجي 22»، بعد أن اكتسح عُمان نظيره الكويتي بخماسية تاريخية، منحته صدارة المجموعة الثانية، فيما عبر الإمارات نظيره العراقي بسهولة بهدفين من دون رد. عمان–الكويت ساد الحذر الدقائق الأولى من اللقاء، وانحصر الأداء في وسط الميدان الذي شهد كثافة كبيرة من اللاعبين رغبة في السيطرة على مجريات اللعب، مع أفضلية واضحة لمنتخب عمان الذي ظهر أكثر جدية في الخروج بنتيجة النزال، فيما تراجع الأزرق الكويتي إلى مناطقه الخلفية لتأمين مرمى الحارس نواف الخالدي بأكبر عدد من اللاعبين والاعتماد على الهجمات المرتدة الخاطفة لاستغلال سرعة العنزي وبدر المطوع ويوسف ناصر. إعصار عماني حدث في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، اجتاح المرمى الأزرق وأكل الأخضر واليابس في ملعب النزال، إذ تمكن المهاجم عبدالعزيز المقبالي من إحراز الهدف الأول بعد أن تلقى عرضية متقنة من الجهة اليسرى لينسل من بين المدافعين ويسددها قوية في الشباك مشعلاً المدرجات الحمراء (45)، بعدها بدقيقتين في الوقت بدل الضائع نجح البديل سعيد الرزيقي مضاعفة النتيجة بعد جملة فنية من أعلى طراز لتنتهي عند سعد سهيل من الجهة اليمنى لعبها عرضية أرضية لم يحسن الحارس نواف الخالدي التعامل معها لتتهيأ أمام الرزيقي الذي أسكنها الشباك الزرقاء. عاد الرزيقي لينثر الإبداع في أرضية الميدان مع بداية الشوط الثاني، إذ تمكن من إحراز الهدف الثالث مستغلاً هفوة من المدافع خالد إبراهيم الذي أخطأ في تخليص الكرة ليواجه الرزيقي المرمى الأزرق ويودعها الشباك وسط محاولات بائسة من الخالدي (48). الطوفان الأحمر لم يتوقف بعد الأهداف الثلاثة، مستفيداً من توهان الدفاع الكويتي الذي تحول إلى شوارع، ليتحصل المقبالي على كرة انفرادية سددها قوية في جسم الحارس نواف الخالدي الذي تعرض لإصابة لم تمكنه من إكمال اللقاء، ليترك الملعب محمولاً على نقالة الإسعاف للحارس البديل حميد يوسف (53). أول الاختبارات العمانية للحارس البديل حميد يوسف حضر سريعاً بعد نزوله بدقيقة واحدة، إذ نفذ أحمد كانو خطأ بطريقة رائعة من خارج الصندوق تصدى لها الحارس حميد قبل أن ترتطم بالقائم الأزرق، بعدها انبرى مساعد ندا لكرة جانبية برأسه وصوبها فوق العارضة الحمراء (56). نجم اللقاء الأول من دون منازع سعيد الرزيقي، أكمل توهجه اللافت بإحراز الهدف الرابع لمنتخب بلاده والثالث له شخصياً (هاتريك) بعد إرسالية طويلة من الحارس علي الحبسي خلف الدفاع الكويتي تجاوزت الحارس حميد يوسف الخارج من مرماه في توقيت خاطئ لإنقاذ الدفاع المنهار خارج منطقة الجزاء، ولكن فزعته كلفته الهدف الرابع بكرة سددها الرزيقي بثقة عالية في الشباك الزرقاء وسط دهشة الجميع (59). الحفلة العمانية التي تزامنت مع أفراح السلطنة بيومها الوطني طرزها المهاجم المبدع عبدالعزيز المقبالي بالهدف الخامس بعد عرضية علي البوسعيدي الجميلة من الجهة اليسرى ليرسلها برأسه في الشباك وسط سرحان وتوهان الدفاع الكويتي (90). العراق - الإمارات غلب على دقائق البداية الحذر من الفريقين، مع أفضلية المنتخب الإماراتي في السيطرة على منطقة المناورة بفضل تحركات خط المنتصف بقيادة علي كريم وإسماعيل الحمادي وعمر عبدالرحمن، ولم يشكل أي من المنتخبين خطورة تذكر في ظل تراجع لاعبي العراق لمناطقهم الدفاعية واعتمادهم على الكرات الطويلة المرسلة للمهاجم الوحيد أمجد صالح، الذي وجد نفسه بين كماشتي محاور الارتكاز ومدافعي المنتخب الإماراتي. بعد مرور ثلث الساعة الأول ضاعف لاعبو الإمارات طلعاتهم الهجومية، واعتمد مدربه مهدي علي على لعب الكرات العرضية التي يقف خلفها دائماً إسماعيل الحمادي داخل منطقة الجزاء، إلا أن اللمسة الأخيرة لم تكن حاضرة، فيما تفرغ عمر عبدالرحمن للاختراق من العمق والتمرير بين المدافعين، لكن جميع كراته دائماً ما تتكسر بين أقدام أحمد خلف وعلي فاضل. وفي الشوط الثاني، زج المدير الفني لمنتخب الإمارات بورقتين دفعة واحدة لتفعيل النواحي الهجومية، وكان له ما أراد من صاروخية علي مبخوت بعدما سدد كرة متحركة من خارج منطقة الجزاء، حاول معها حارس العراق إلا أنها استقرت في شباكه (50)، هذا الهدف كان كفيلاً بتخلي لاعبي العراق عن أسلوبهم الدفاعي، واضطر المدرب حكيم شاكر لتحرير بعض اللاعبين من القيود الدفاعية، ومنح همام فرج وجستن عزيز مزيداً من الحرية في مساندة المهاجم الوحيد أمجد صالح، في الجانب الآخر شكلت الطلعات الهجومية المرتدة السريعة للمنتخب الإماراتي خطورة كبيرة، وهذا ما أكده هداف الإمارات والبطولة علي مبخوت بعدما واجه حارس العراق وسجل لمنتخبه هدف التعزيز والرابع الشخصي في البطولة (61)، وجاء المهاجم العراقي حمادي أحمد أولى أوراق المدرب العراقي حكيم شاكر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حظوظ منتخبه في البقاء في البطولة واللحاق بنتيجة المباراة، وانتظر العراقيون حتى الدقيقة (70) لبناء هجمة خطرة على مرمى على خصيف، بعد أن سدد همام طارق كرة من داخل منطقة الجزاء ارتطمت بالشباك الخارجي. مشاهدات - نجا المنتخب العراقي من هزيمة ثقيلة، وعلى رغم نجاح الإمارات في تسجيل هدفين، إلا أن لاعبيه تسابقوا على إضاعة الفرص السهلة، التي كانت قادرة على مضاعفة النتيجة. - رفض لاعبو الإمارات والجهازان الفني والإداري الخروج من الملعب بعد نهاية المباراة، ووقفوا في الملعب متفاعلين مع الجماهير التي أصرّت على ترديد النشيد الوطني. - حاول المنتخب الكويتي الحفاظ على التعادل في بداية المباراة، لكن الحماسة العُمانية كانت واضحة، لذلك نجح لاعبوه في أقل من دقيقتين في إنهاء الشوط الأول بهدفين نظيفين. - بعد مباريات أمس تصدّر الإماراتي علي مبخوت الهدافين بأربعة أهداف، يليه العماني سعيد الرزيقي بثلاثة أهداف، ومواطنه عبدالعزيز المقبالي بهدفين. - بلغ مجموع أهداف مباريات أمس فقط سبعة أهداف، فيما سجلت كل أطراف المجموعة الأولى في ست مباريات 6 أهداف فقط.