أعلنت إسرائيل امس أنها ستتعاون مع تحقيق تجريه الأممالمتحدة في شأن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الحرب في القطاع الصيف الماضي، واستخدام ناشطين فلسطينيين مواقع تابعة للامم المتحدة لتخزين أسلحة. وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت الأسبوع الماضي أنها لن تتعاون مع تحقيق مستقل يجريه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جرائم حرب ارتكبت خلال القتال الذي حدث في تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، اذ اعتبرت أن نتائجه محددة مسبقاً، واتهمت رئيس التحقيق الأكاديمي الكندي وليام شاباس بالانحياز ضد إسرائيل. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية بول هيرشسون إنه على النقيض من ذلك التحقيق، فإن التحقيق الذي دشنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو «تحقيق حقيقي قد يمكننا من تحسين أدائنا في مسار الصراع والتعلم من أخطائنا». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان مندوب اسرائيل في الأممالمتحدة رون بروس أور أبلغ فجر امس الأممالمتحدة بموافقة إسرائيل على التعاون مع لجنة التحقيق الأممية. وأوضح أن موافقة إسرائيل على التعاون في التحقيق مع اللجنة الدولية هي موافقة مشروطة، لكنه رفض الافصاح عن هذه الشروط. وخلال الحرب أصيب ما لا يقل عن ست منشآت تديرها الأممالمتحدة بالنيران الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل 24 شخصاً على الأقل. كما دان بان في بيان في حينه اكتشاف صواريخ في مدرسة تديرها الأممالمتحدة. وساقت إسرائيل استخدام ناشطين لمنشآت الأممالمتحدة لتخزين الصواريخ سبباً لاستهدافها، وقالت إنه في بعض الحالات أصيبت منشآت الاممالمتحدة إما بطريق الخطأ أو قذائف حركة «حماس». وقال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم إن الحركة ترحب بإرسال أي لجنة تتبع الأممالمتحدة، الى غزة. لكنه لم يقل إن كانت «حماس» ستتعاون مع أي تحقيق في شأن تخزين أسلحة في مواقع تتبع الأممالمتحدة. وأضاف انه لم يتم أي اتصال مع حركته في هذا الصدد، وان الحركة ستنظر في الطلب إذا قدم لها. وقتل أكثر من 2100 فلسطيني، معظمهم مدنيون، خلال حرب غزة، في حين قتل 67 جندياً إسرائيلياً وستة مدنيين بسبب صواريخ وهجمات نفذتها «حماس» وجماعات فلسطينية أخرى. وعين بان هذا الشهر باتريك كاميرت، وهو جنرال هولندي متقاعد وقائد سابق لبعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديموقراطية، رئيساً للتحقيق. وفتح الجيش الإسرائيلي في أيلول (سبتمبر) خمسة تحقيقات جنائية في عملياته في غزة، بما في ذلك الهجوم الذي أدى إلى قتل أربعة صبية فلسطينيين على شاطئ القطاع، وهجوم أدى إلى مقتل 17 كانوا يحتمون بمدرسة تابعة للأمم المتحدة.