فتحت اسرائيل الحدود لدخول أول شاحنات محملة بمواد البناء بعد الحرب إلى قطاع غزة اليوم الثلاثاء وعبَّر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عن أسفه الشديد للدمار "الذي لا يمكن وصفه" في القطاع الفلسطيني. وتحاصر اسرائيل القطاع وتشدد مصر من اجراءاتها الأمنية على حدوده منذ ما قبل اندلاع الصراع الأخير الذي استمر ما يقرب من شهرين قبل التوصل الى وقف لإطلاق النار في اغسطس اب. وتدمر نحو 20 ألف منزل أو تضررت بشكل كبير جراء القصف فضلا عن اصابة محطة توليد الطاقة الكهربائية وغيرها من منشآت البنية التحتية في القطاع. ويقول المقاولون إن إعادة البناء قد تستغرق سنوات. وقام بان بجولة في المناطق التي تعرضت للقصف الإسرائيلي الكثيف في الحرب التي استمرت 50 يوما وقتل خلالها أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم مدنيون. وقتل 67 جنديا اسرائيليا وستة مدنيين في اسرائيل. وقال بان بعد زيارة مدرسة تديرها الأممالمتحدة قتل فيها 15 شخصا ان "الدمار الهائل في غزة مصدر ألم لي شخصيا وعار على المجتمع الدولي." وندد بان باستخدام ناشطين مدارس الأممالمتحدة في اخفاء صواريخ قالت اسرائيل انها السبب في مهاجمة مواقع الأممالمتحدة أثناء الحرب. وقال بان "خلال الصيف عثر على أسلحة أيضا في مدارس خالية. قمنا بإبلاغ العالم. يجب تجنب منشآت الاممالمتحدة." وقالت اسرائيل انها ستسمح بدخول 600 طن من الإسمنت و50 حمولة شاحنة من الحصى وعشرة من حديد التسليح لإعادة بناء المنازل والمنشآت العامة في غزة وستراقب هذه الشحنات الأممالمتحدة والسلطة الفلسطينية. وصرح فلسطينيون بأن 200 طن من الإسمنت على الأقل وصلت الى غزة بالفعل عن طريق معبر كرم أبو سالم. وقال بان خلال زيارته "أنا ملتزم بعمل كل ما في وسعي لدعم الجهود السياسية لوضع نهاية لنصف قرن من الاحتلال" وانتقد الجانبين كليهما. وأضاف "قصف مدارس الأممالمتحدة غير مقبول على الإطلاق. هذه الأعمال يجب اجراء تحقيق شامل ومستقل فيها وأكرر دعوتي للمحاسبة." ويعيش أكثر من 1.8 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا فقط ولا يتعدى عرضه نحو 10 كيلومترات. ويوم الاثنين انتقد بان إسرائيل لاستمرارها في بناء المستوطنات على الأرض التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة عليها وحث الطرفين على العودة إلى مفاوضات هادفة في أسرع وقت ممكن. وتعهدت الدول المانحة في مؤتمر عقد في القاهرة يوم الأحد بتقديم مبلغ فاق التوقعات قدره 5.4 مليار دولار لإعادة إعمار غزة لكن جزءا كبيرا من هذا المبلغ سيذهب لدعم الموازنة الفلسطينية لا لإعادة بناء ما تهدم من منازل غزة وبنيتها التحتية. وخلال زيارته التقى بان أعضاء الحكومة الفلسطينية التي شكلت إثر اتفاق أبرم في أبريل نيسان بين السلطة الفلسطينية بقيادة منظمة فتح وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. واجتمعت الحكومة الفلسطينية التي لا تضم اعضاء من حماس وهي حكومة خبراء بالدرجة الأولى الأسبوع الماضي لأول مرة. وهي تسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة شؤون غزة وهي خطوة أصرت اسرائيل على تنفيذها قبل ان تسمح بتدفق السلع عبر الحدود. وقال بان موجها حديثه للحكومة "نقف إلى جانبكم كما أن المجتمع الدولي يدعم جهود حكومتكم لتسلم الأمن ومسؤولية الحكم في غزة." وبعد مغادرة غزة زار بان مزرعة جماعية تدعى كيبوتز نيريم على الحدود مع قطاع غزة في منطقة تعرضت على مدى سنوات عديدة لهجمات صاروخية متقطعة ونيران قذائف مورتر الى ان أوقفت هدنة القصف في اغسطس اب. وقال "قلت مرارا إن الهجمات الصاروخية التي تقتل سكانا مدنيين غير مقبولة. ينبغي التنديد بها. يجب الا يعيش أحد تحت خطر أو خوف دائم من هذه الصواريخ والتوغلات والأنفاق المثيرة للقلق." رابط الخبر بصحيفة الوئام: «بان كي مون» يأسف على الدمار الهائل بغزة