قدم الجيش الإسرائيلي أكبر تقويم مفصل حتى الآن لتداعيات الحرب في غزة تضمنت صوراً تبين ان الناشطين الفلسطينيين قاموا بتخزين وإطلاق صواريخ من مدارس، اضافة الى احصاء مفصل عن عدد القتلى في صفوف حركة «حماس». وأفادت قوات الدفاع الإسرائيلي في افادة في مقرها في تل أبيب، صورة دقيقة لقدرات «حماس» والمنظمات المسلحة الاخرى التي تعمل في غزة، في محاولة لشرح مدى خطورة التهديد الذي تواجهه إسرائيل، ولتبرير القصف الشديد للدبابات والضربات الجوية الإسرائيلية أثناء الصراع الذي استمر 50 يوماً وأثار انتقادات دولية. ومن بين الادلة التي قدمها ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، تفاصيل عن عدد الصواريخ التي أطلقتها «حماس» وحركة «الجهاد الاسلامي» ومداها، وصور تبين كيفية اخفاء منصات الإطلاق في مقابر وملاعب المدارس، وكيف تم استخدام الأنفاق لتنفيذ هجمات والهرب من مواقع هذه الهجمات. وأظهرت مجموعة من الصور مدرسة أثناء النهار وفناءها الأوسط خالياً. وقال الضابط انه خلال الليل بدت الصواريخ وقد تم تخزينها في الفناء. وأضاف انه في مدرسة أخرى حيث توجد فتحة ناجمة عن اطلاق صاروخ، اتسعت هذه الفتحة أكثر بعد اطلاق قذيفة من تحتها. وقال الضابط الذي يعمل بهيئة الاركان العامة: «نتعامل مع قوة ارهابية لها هيكل جيد، وفي كثير من الحالات تلقت تدريباً جيداً». وأضاف: «لدى حماس ما لا يقل عن 16 ألف ناشط منظمين في ستة ألوية في أنحاء قطاع غزة، كل منه له قائد، كما ان لدى الجهاد هيكل مماثل وعدد كلي من الناشطين يبلغ 6000». وقدم أرقاماً تبين ان المدنيين يشكلون غالبية الذين قتلوا في الصراع، قائلاً إن من بين 2127 فلسطينياً قتلوا تحققت من وفاتهم إسرائيل، يوجد 706 مدنيين و616 ناشطاً. ويوجد 805 مسجلون على ان مصيرهم «مجهول»، لكن الضابط قال انه بمجرد ان يستكمل التحقق من مصيرهم، فإن من المرجح ان يكون بين 40 و45 في المئة منهم من الناشطين، وأن يكون الباقون من المدنيين. وقال إن العدد الكبير من القتلى في صفوف المدنيين سببه قيام «حماس» ومنظمات أخرى بعمليات من مناطق مزدحمة بالسكان أو استخدام «ناشطين» ربما لم يكن لهم انتماءات مباشرة بمنظمات متشددة، لكنهم شاركوا رغم ذلك بطريقة او أخرى. وأثناء الحرب قصفت المدفعية الإسرائيلية ست مدارس على الأقل تديرها الأممالمتحدة، ما ادى الى مقتل عشرين شخصاً على الاقل، وهو ما جلب انتقادات شديدة لإسرائيل. كما عثر على صواريخ في ثلاث مدارس خالية تابعة للأمم المتحدة. وكانت الصور التي عرضها الضابط الإسرائيلي لمدارس غير تلك التي تديرها الأممالمتحدة. وقال: «نحن جيش يتسم بالأخلاق. نريد ان نتعلم من أخطائنا». وأضاف ان الإصابات في صفوف المدنيين «قضية كبيرة للعالم»، وواحدة تحرص إسرائيل على التعامل معها. ومع انتهاء الحرب، هناك العديد من التحقيقات التي من المقرر ان تبدأ، ومن بينها تحقيق داخلي في الجيش الإسرائيلي، وآخر للجنة رقابة تابعة للحكومة الإسرائيلية، وتحقيق ثالث للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة. وبينما قال الضابط الإسرائيلي إن حماس لم تتمكن من مفاجئة إسرائيل أثناء الحرب الا انه أقر بأن هجوماً شنه كوماندوس سبحوا من غزة إلى إسرائيل، كان مخططاً على نحو جيد، واستخدم معدات غربية متقدمة، ونفذه ناشطون كانوا «في لياقة عالية جداً». وكان شبه المفاجئة مدى شبكة الأنفاق التي حفرتها «حماس»، ومحاولتها استخدام طائرة تشبه الطائرة من دون طيار، لكنها لا تحمل أسلحة أو متفجرات. وقال الضابط الإسرائيلي ان اعادة بناء هذه القدرات سيستغرق وقتاً، مضيفاً ان هذه الحرب كانت أكثر نجاحاً من الحروب السابقة في 2012 و2008-2009 و2006 في تراجع قدرات «حماس». لكنه اشار الى ما وصفه ب «التصعيد المقبل» مع «حماس» في إقرار على ما يبدو بأن اندلاع صراع آخر في غزة «حتمي ولا مفر منه».