مثّل سقوط محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء، بيد «جماعة الحوثيين»، الذين يطلقون على أنفسهم اسم «أنصار الله»، الحدث الأبرز في المشهد السياسي اليمني. وتباينت مواقف الشارع من هذا التطوّر، ففي وقت حمّل بعض اليمنيين الحكومة مسؤولية الوصول إلى هذا الوضع، اعتبر آخرون أن رئيس الجمهورية ووزير الدفاع متورطان في المؤامرة، لتطبيق الإمامة في البلاد. «مدرسة الحياة» استطلعت آراء عدد من اليمنيين، وكان التالي: *وليد عيظة، موظف حكومي من محافظة عمران: ما حدث كان أمراً متوقعاً، بسبب حالة الضعف التي تعيشها الحكومة الغارقة في فساد كبير، واللا اهتمام سواء من قبل الحكومة الحالية أم للحكومات التي سبقتها بمحافظة عمران، إضافة إلى عدم اعتماد مشاريع أو تطوير البنى التحتية والدرجات الوظيفية. كما أن استفزاز القوى التي وُصفت بالثورية على رأسها «حزب الإصلاح» منذ عام 2011 حتى الآن، وعدد من المشائخ النافذين، تُعتبر من أهم الأسباب التي جعلت القبائل تقف مع الحوثيين لإسقاط المحافظة. *فيصل علي، مزارع من المحافظة نزح إلى صنعاء أثناء الحرب: سقوط عمران مؤامرة كبيرة لإسقاط الجمهورية، شارك فيها رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وسهّلا للحوثيين إسقاط اللواء 311، لتكون البداية لإسقاط النظام الجمهوري، والعودة إلى الإمامة التي يؤمن بها الحوثي وأتباعه. *عبدالرحمن أبوطالب: عدم وجود دولة تضمن تطبيق النظام والقانون على القوى جميعها، على حد سواء، والعشوائية التي تعشش في كل أجهزة الدولة، جعل الحوثيين يسيطرون على المحافظة. وفشل الحكومة وتقصيرها في أداء واجباتها، منح الحوثيين وغيرهم من القوى فرصة التواجد وكسب الأنصار، خصوصاً أن الكثير من المناطق التي توسعوا فيها كانت تفتقر إلى الأمن، ويوجد فيها قطاع الطرق، واستطاع الحوثيون أن يعيدوا لها الأمان في شكل كبير. *خالد صالح الدقراري، متقاعد: الدولة استخفّت بأبناء عمران الذين خرجوا في تظاهرات سلمية يطالبون بتغيير المحافظ الإصلاحي دماج، وقائد اللواء الإخواني القشيبي، وظلوا أكثر من شهرين في مخيماتهم معتصمين سلمياً. وعلى رغم الوعود المتتالية من قبل رئيس الجمهورية بالاستجابة لمطالبهم، فوجئوا بإطلاق النار على مخيماتهم وشنّ حرب عليهم، وهو ما دفعهم إلى الدفاع عن أنفسهم. *عبدالرحمن البيل، صحافي: ليست هناك جماعة فاشية ولا عنصرية أشد وقاحة من الحوثيين. هم يتحدثون عن الانتصار وإسقاط محافظة عمران، وغداً سيعلمون أنهم جنوا على أنفسهم، ستُسوّى بهم الأرض كما يفعلون، حين يقتلون ويفجرون بيوت الله ودور تحفيظ القرآن وبيوت الآخرين من خصومهم. هم أثبتوا ويثبتون على الدوام أن شعارهم «الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل» مطية وكذبة، لا أساس لها، فكل الذين يُقتلون هم من المسلمين اليمنيين. *محمود عامر: المتقاتلون الإصلاحيون والحوثيون وجهان لعملة واحدة، يتاجرون بالدين ويقتلون باسم الدين، لذا فما جرى في عمران من حرب قاسية وقتل بالجملة تم تحت ذرائع دينية، وهو ما جعل الدولة تقف على الحياد.