انتقدت مهتمات بشؤون الإعاقة، مستوى الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، من الفئات كافة، مؤكدات أن مستوى الخدمات «لا زال دون المأمول»، مطالبات بضرورة «إيقاف هدر الأموال على حملات التوعية، التي لا فائدة منها» بحسب تعيبرهن، موجهات أصابع الاتهام إلى الشركات والمؤسسات التي ترعى مناسبات ذوي الاحتياجات الخاصة، ب «البحث عن الشهرة والدعاية على حساب المعوقين». وقالت ياسمين العبدالله، التي تشرف على أحد مراكز الرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الخبر: «إننا لا نفتقد ذوي الاحتياجات الخاصة إلا في يومهم العالمي، فهم يعانون من إعاقاتهم طيلة العام، وليس في هذا اليوم فقط»، مضيفة «لا نجد اهتماماً أو دعماً مباشراً لمراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا في المناسبات الرسمية، والدعم الذي يصل إلى الجمعيات المختصة في رعاية هذه الفئة، يتم صرفه على برامج التدريب والتأهيل. ولا يوجد مخصصات لتوفير احتياجاتهم من الأجهزة والخدمات». واعتبرت العبد الله، في تصريح إلى «الحياة»، الحملات التي تقام في مثل هذه المناسبات «هدراً للمال فقط، ومجالاً لتوفير الشهرة للمؤسسات الراعية. ونخرج منها من دون فائدة. وما نريده هو الاهتمام المباشر، والدعم المعنوي، يليه المادي». بدورها، أوضحت مشرفة خدمات العلاج الطبيعي في الإدارة الطبية في وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتورة عبير فلمبان، أن «نقص الخدمات في مراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإمكان تداركه، من خلال تحقيق مطالبهم، والتعرف على احتياجات ذويهم»، لافتة إلى أن السبب في نقص الخدمات «ليس تقصيراً من أية جهة. وإنما لعدم توافر خدمات الرعاية المنزلية لذوي الاحتياجات الخاصة، فلو تم توفير هذه الخدمة، أسوة في الدول المتقدمة، التي تصل إلى عائلة ذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن فريق متخصص من تأهيل نفسي، علاج طبيعي، وخدمات طبية، وغيرها، والهدف هو تحسين المستوى الكلي للخدمات المقدمة، ونصبح أفضل مما نحن عليه الآن». وصنفت فلمبان، في تصريح إلى «الحياة»، مستوى الخدمات الحالي، بأنه «جيد لناحية الأجهزة والخدمات المساندة والإعانات التي تقدم، والاهتمام في مجالات التعليم والتوظيف لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها». وأكدت أن «الحملات التي تقام لا بد أن ترتكز على الأهالي، وليس على ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم، فالهدف من الحملات الأهالي، أو العاملين في خدمة ذوي الاحتياجات، ليست لتذكيرهم بواقعهم، وإنما لتوقيف انتكاستهم وتدهور حالهم الصحية»، لافتة إلى أن «البعض يستفيد من خلال الحملات في العلاج الوقائي. ويتعرف على ما يتم طرحه من طرق علاج، وأساليب حديثة». وعن دعم مناسبات وفعاليات ذوي الاحتياجات الخاصة، قالت: «تحتاج إلى دعم أكثر، وليس بالضرورة أن يكون دعم الشركات والمؤسسات لفائدة، وإذا كان لدعاية أو شهرة فليس عيباً». إلى ذلك، شارك قسم الإعانات في مركز التأهيل الشامل في ملتقى «انتماء الثاني»، الذي نظمه مركز تنمية المهارات لرعاية أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بمناسبة «اليوم العالمي للإعاقة»، لمدة يومين. وذكرت منفذة البرنامج رئيسة قسم الإعانات في المركز شيخة الحربي، أن من أهداف البرنامج «توعية جميع فئات المجتمع في خدمات وبرامج وزارة الشؤون الاجتماعية، والتعريف بالمستفيدين من خدمات قسم الإعانة في مركز التأهيل الشامل، ممن تنطبق عليهم ضوابط وشروط الإعانة المالية واستحقاق الخدمات والأجهزة المعينة، مثل التأشيرات الخاصة بالاستقدام، والسيارات الخاصة بذوي الإعاقة». وأكدت الحربي، حرص مركز التأهيل الشامل للإناث في الدمام على «التفاعل والمشاركة في هذه المناسبة، وتفعيلها بما يحقق الهدف المنشود في التوعية والإرشاد، وتحقيق أهداف اليوم العالمي للإعاقة، في زيادة الفهم لقضايا الإعاقة، ودعم التصاميم الصديقة للجميع، من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة»، منوهة إلى أن «زيادة الوعي لإدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، يُعد من أهم أهداف هذا العام».