استمرت القوات النظامية السورية أمس في قصف بلدات تسيطر عليها الكتائب المقاتلة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، في وقت أفادت معلومات بأن «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) أعدمت صحافياً عراقياً في شمال البلاد وأطلقت النار على آخر سوري في محافظة إدلب في شمالها الغربي في مؤشر جديد إلى درجة المخاطر التي تهدد الإعلاميين خلال تغطيتهم أحداث الثورة السورية. ففي محافظة ريف دمشق، أوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات العنيفة استمرت أمس بين قوات النظام وقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني، من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية» وكتائب إسلامية مقاتلة، من جهة أخرى، على الاوتستراد الدولي حمص - دمشق المغلق منذ 16 يوماً من جهة مدينة النبك التي تحاول قوات الرئيس بشار الأسد اقتحامها. وقصف الجيش النظامي أحياء يسيطر عليها الثوار في النبك وكذلك منطقة برتا قرب بلدة معلولا التاريخية ومزارع عالية قرب مدينة دوما. وجاء ذلك في وقت واصل النظام قطع الاتصالات عن مدينة يبرود المجاورة للنبك والتي يُعتقد أنها ستكون هدفه المقبل في حملته للسيطرة على القلمون. ويُعتقد أيضاً أن يبرود هي البلدة التي تؤوي حالياً 12 راهبة نقلهن الثوار من ديرهن في بلدة معلولا بعد السيطرة عليها - للمرة الثانية - قبل أيام. وأوردت تنسيقية دير عطية في القلمون أيضاً أن جيش النظام احتجز عدداً من أهاليها في متحف البلدة بعدما سيطر عليها أواخر الشهر الماضي. وفي حادثة لافتة، أعلنت تنسيقيات الثوار «استشهاد قائد لواء أسود التوحيد أبو أنس البيروني في عملية اغتيال بطلق ناري في رأسه في (مقر) سكنه في مخيم اليرموك بالعاصمة». ولم يتضح الطرف الذي نفّذ الاغتيال في هذا المخيم الفلسطيني الذي تحاصره قوات النظام. لكن «المرصد» لفت إلى أن مقاتلين من إحدى الكتائب المقاتلة سبق لهم أن اغتالوا قائد اللواء نفسه في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعدما كشف - في وقت سابق - «الكثير من العملاء الذين اخترقوا صفوف الكتائب المقاتلة لصالح النظام، إضافة إلى كشف عمليات فساد وسرقة في صفوف بعض الكتائب المقاتلة». وجاء اغتيال «أبو أنس البيروني» في مخيم اليرموك، في وقت اغتال مجهولون في شمال البلاد القيادي عبدالرزاق مشعل الذي كان جزءاً من غرفة عمليات خان العسل بحلب واليد اليمنى للقائد في «الجيش الحر» عبدالجبار العكيدي قبل استقالته أخيراً، بحسب ما أوردت مواقع للمعارضة السورية. وفي القنيطرة، تمكن الثوار من فرض سيطرتهم على كتيبة «أم اللوقس» بعد قتل الجنود الموجودين فيها. استهداف صحافيين في غضون ذلك، نقل «المرصد» عن نشطاء إن «ثلاثة مسلحين يُعتقد أنهم من الدولة الإسلامية في العراق والشام أوقفوا (أول من) أمس سيارة صحافي يعمل في قناة تلفزيونية على حاجز في ريف إدلب» ثم أطلقوا النار عليه مباشرة، لكن لم يتضح مصيره. وجاء ذلك في وقت أبلغت منظمة «مراسلون بلا حدود» وكالة «فرانس برس» أمس أن مقاتلين جهاديين من «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، أعدموا مصوّراً عراقياً مستقلاً في شمال سورية بعد خطفه. وقالت رئيسة مكتب الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة سوازيغ دوليه إن «إعدام ياسر فيصل الجميلي هو الأول لصحافي أجنبي في المناطق التي يطلق عليها اسم «المناطق المحررة» في سورية»، في إشارة إلى الاراضي الخارجة عن سيطرة نظام الأسد. وعمل الجميلي مصور فيديو مستقلاً لحساب وسيلة إعلام اسبانية في محافظة حلب في شمال سورية لنحو عشرة ايام، بحسب دوليه التي أشارت الى انه تعرض للخطف على أيدي مقاتلي «الدولة الإسلامية» وأُعدم في محافظة إدلب (شمال غربي) الاربعاء. وعمل الجميلي في مراحل سابقة لحساب القناة الانكليزية التابعة لشبكة «الجزيرة» القطرية، ووكالة «رويترز». والجميلي هو في مطلع الثلاثينات من العمر، متزوج وله ثلاثة اولاد، ومتحدر من مدينة الفلوجة العراقية. وفي الأشهر الماضية، تعرض صحافيون غربيون وناشطون اعلاميون سوريون للخطف على يد «الدولة الاسلامية». ووجه ناشطون الاتهام لهذا التنظيم بقتل المراسل السوري محمد سعيد الذي عمل مع قناة «العربية» الفضائية السعودية، في مسقط رأسه حلب أواخر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وتعتبر منظمة «مراسلون بلا حدود» أن سورية هي البلد الأخطر في الوقت الحاضر بالنسبة إلى الصحافيين.