توقع وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أمس ان يكون سقف إنتاج «أوبك» من النفط خلال العام المقبل بين 29600 برميل يومياً و30 مليوناً. ولم يستبعد في مقابلة أجرتها معه «الحياة» بعد يوم على انتهاء الاجتماع الوزاري للمنظمة في فيينا بتثبيت الإنتاج عند 30 مليون برميل يومياً، ان يزيد الطلب على النفط في السنة المقبلة نحو مليون برميل يومياً. وقال: «نرى ان طفرة النفط الصخري تستطيع ان تذهب في اتجاهين في غضون سنتين او ثلاث لأن كميات كبيرة من هذا النفط يصعب استخراجها. ونحن لا نعرف ماذا سيحدث خلال سنتين او ثلاث في الموضوع البيئي ومسألة استغلال مخزون المياه والبتروكيماويات التي تستعمل لإنتاج النفط الصخري. طالما هناك مخزون نفطي في العالم في الأرض سيبحث العلماء عن طريق التكنولوجيا عن وسيلة لاستخراجه. واليوم سهلت التكنولوجيا استخراج النفط». ورداً على سؤال اذا كان يتوقع ان يبقى سعر النفط بالمستوى الحالي عند 105 - 106 دولارات للبرميل، قال: «في الحقيقة هذا المستوى مستقر منذ سنتين ويبلغ احياناً 95 دولاراً. وليست الدول المصدرة للنفط هي المحتاجة وحدها لهذا المستوى من السعر بل أيضاً الدول خارج أوبك. وأهم من هؤلاء كلهم الشركات النفطية لأنها عندما تنظر الى المستقبل فعليها ان تجد عائدات مربحة لاستثماراتها الضخمة». وعن دور السعودية في حماية مستوى السعر بتكييف انتاجها كي لا يتراجع سعر البرميل، قال: «هذا غير صحيح. السعودية تلبي اي طلب عندما ينخفض معروض النفط في اي مكان. وهذا يختلف عن القيام بأي خطوة انتاجية عندما ينخفض السعر. عندما ينخفض السعر مفروض ان تكون دول أوبك جادة وتتوصل إلى اتفاق جماعي حقيقي على الخفض. وعلمنا التاريخ عند الاتفاق على خفض الإنتاج ان لا احد يخفض إنتاجه الا دول الخليج الأربع (السعودية والكويت والإمارات وقطر). فلماذا نحمل مسؤولية الحفاظ على السعر لهذه الدول فيما الباقون غير راضين بالمشاركة؟» وعن تكهنات عديدة بتراجع سعر النفط اذا رفعت العقوبات عن ايران قال النعيمي: «هناك قاعدة: اذا زاد العرض عن الطلب ينخفض السعر، ولكن من يعرف اذا عاد انتاج ايران او العراق أو ليبيا وثمة دولة اخرى واجهت خفضاً لسبب من الطبيعة او السياسة؟ في المبدأ لكل منتج حصة في السوق ولا يمكن لأحد التكهن ماذا يحدث في اي مكان». وعن قول صحيفة «فايننشال تايمز» ان السعودية لن تزيد طاقتها الإنتاجية الى 15 مليون برميل يومياً، قال: «نحن نستطيع ان نرفع طاقتنا الإنتاجية الى 15 مليون برميل يومياً ولكن ليس هناك سبب لذلك. فتوقعاتنا المستقبلية في السنوات المقبلة لا تشير الى حاجة إلى هذه الكميات ونحن نخطط وفق تقويمنا للنمو في العالم. ليست هناك حاجة الآن للاستثمار في رفع طاقتنا الى 15 مليون برميل يومياً ونحن نبيع 10 ملايين برميل من النفط. فقدرتنا الإنتاجية الحالية هي 12.5 مليون برميل يومياً ونحن نحافظ عليها، وإنتاجنا كان في تشرين الثاني (نوفمبر) 9.7 مليون برميل يومياً. وجرى الخفض من 10 ملايين برميل يومياً بسبب التغييرات في الاستهلاك الداخلي الذي يرتفع جداً خلال الصيف وينخفض الآن. ولكن الصادرات لم تتغير وتبلغ بين 7.5 مليون برميل يومياً و8 ملايين». وعن استكشاف وتطوير الغاز من اجل الاستهلاك المحلي قال: «نبذل جهوداً عملاقة لزيادة إنتاج الغاز للسوق المحلية واستثماراتنا ضخمة. فنحن الآن نبيع للسوق المحلية ثمانية بلايين قدم مكعبة من الغاز وفي 2018 قد نصل الى 12 بليون قدم مكعبة من الغاز غير المصاحب للنفط. ونتوقع في 2030 او 2035 ان نبيع للسوق المحلية اكثر من 15 بليون قدم مكعب للغاز. ولا نفكر بتصدير الغاز». وعن موارد الغاز في السعودية قال: «لدينا الغاز الصخري وأيضاً الغاز الذي يستخرج من بعض الرمال. هناك مكامن للغاز في البحر الأحمر والربع الخالي وفي الشمال ولكن نوعية المكامن مختلفة ونقوم بجهد كبير على هذا الصعيد. وتملك ارامكو السعودية افضل التكنولوجيا لاستخراج النفط وهي تبذل جهوداً ضخمة في مجال الغاز». وعن تأثر السعودية بتراجع سعر النفط اذا حدث قال: «كل بلد يتأثر ولكن درجة الألم تختلف باختلاف إمكانية كل بلد لتحمل الألم». وعن تطوير النفط الصخري في الولاياتالمتحدة قال: «لا تزال الولاياتالمتحدة تستورد 1.4 مليون برميل يومياً من النفط السعودي والسبب ان مصافي الخليج الأميركي تحتاج خاماتنا ذات النوعية الثقيلة والمتوسطة والنفط الصخري هو من نوعية خفيفة لا يمكن استخدامه في هذه المصافي. سيستمرون في شراء نفوطنا لهذه المصافي لأنها اقل تكلفة من الناحية الاقتصادية». وعن الشائعات بأن الجانب الليبي لم يكن يحبذ التجديد للأمين العام ل «أوبك» عبدالله البدري وهو ليبي جرى تعيينه في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي وأن التمديد حصل بضغط من السعودية، قال النعيمي: «اقترحت التمديد لعبد الله البدري والكل ايد ذلك بمن فيهم الوزيران الليبي والإيراني. والآن ليس هناك بديل وسيكون هناك بديل في يوم من الأيام ولن يكون لا من الخليج ولا من ايران ولا من العراق».