أعلنت وزارة الدفاع الاميركية أن الولاياتالمتحدة أعادت اثنين من معتقلي غوانتانامو إلى الجزائر ضد رغبتهما، بينما أبدت السلطات الجزائرية عدم إعتراضها على تسلم مواطنيها، وقالت إنها ستتعامل معهما وفقا لالتزاماتها مع الطرف الاميركي منذ 2007. وأوضحت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في بيان انه "تم نقل جمال سعيد علي امزيان وبلقاسم بن سايح من مركز الاعتقال في غوانتانامو الى الحكومة الجزائرية". وأضاف البنتاغون أن "الولاياتالمتحدة قامت بالتنسيق مع الحكومة الجزائرية حرصا منها على أن تتم عملية النقل مع تأكيدات بضمان معاملة إنسانية وأمن مناسب". وصرح متحدث باسم البنتاغون ان الحكومة الاميركية "تتخذ الاحتياطات كافة للقيام بكل عملية نقل وفقا لمعاييرها وسياستها المتعلقة بحقوق الانسان"، من دون أن يؤكد نقل المعتقلين في وقت وشيك. وقال تود بريسيل: "بناء على معاهدة مكافحة التعذيب (...) تطبق الولاياتالمتحدة بدقة التزامها بعدم نقل معتقلين الى بلدان نعتقد انهم قد يتعرضون فيها للتعذيب (...) وسنجري تقييما جديا لكل مخاطر سوء معاملة واضطهاد" قبل اتخاذ اي قرار. وفي حين تجري مناقشة رفع القيود عن عمليات نقل السجناء من غوانتانامو حاليا في الكونغرس، يسعى الرئيس باراك اوباما إلى تسريع عمليات اعادتهم الى بلدانهم ليتمكن يوما من اغلاق السجن الذي ما زال فيه 164 معتقلا. وكان هذان المعتقلان يرفضان نقلهما الى الجزائر الذي يمكن ان يتم خلال نهاية هذا الاسبوع، حيث لم تعد لهما اسرة هناك ويخشيان التعرض للتعذيب. وطلب امزيان الذي اقام في النمساوكندا العودة إلى كندا منذ ان اعلنت ادارة الرئيس السابق جورج بوش في 2007 انه سيفرج عنه. من جانبه، طالب بن سايح بالعودة الى البوسنة حيث اعتقل في 2002 وحيث تقيم زوجته وبناته. واكد روبرت كيرش محامي بن سايح ان هذا الترحيل "لم يكن اراديا البته (...) لن يتمكن من رؤية زوجته وابنتيه ابدا". واسف كيرش في تصريح لعدم استغلال الحكومة الاميركية ل"فرص الاندماج الاخرى التي تمكنه (بن سايح) من اعادة لم شمل عائلته التي حرم منها منذ 2002" عندما اعتقل في البوسنة. من جهته عبر محامي جمال امزيان، ويلز ديكسون، عن "خيبة امله من قرار ادارة اوباما ترحيل جمال دون موافقته". واضاف في بيان: "من المخزي ان الولاياتالمتحدة تجبره على الرحيل الى الجزائر التي يمكن ان يعاني فيها". واعلنت السلطات الجزائرية الخميس انها اصدرت "رأيا من دون اعتراض" على طلب اميركي باستقبال اثنين من معتقلي غوانتانامو تم اعادتهما الى الجزائر ضد رغبتهما، بحسبما أكدت وكالة الانباء الجزائرية. وقالت الوكالة الرسمية: "اصدرت السلطات الجزائرية رأيا من دون اعتراض للطلب الاميركي المتعلق بإعادة المواطنين الجزائريين جمال امزيان وبن سايح بلقاسم المعتقلين بقاعدة غوانتنامو البحرية الى الجزائر يوم 4 ديسمبر (كانون الاول) 2013 بحسبما علم اليوم الخميس من مصدر مقرب من الملف". واضاف المصدر: "يتم التكفل بهذين المواطنين من قبل المصالح المختصة والهيئات القضائية المؤهلة تطبيقا للإجراءات القانونية السارية المفعول في هذا الشأن وذلك على اساس الالتزامات المتفق عليها مع الطرف الاميركي منذ 2007". وأكد رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الانسان (منظمة حكومية) ان "الجزائريين لن يتعرضا لاي متابعة في الجزائر لانهما غير متهمين" وأضاف في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية: "لا اساس لمخاوفهما ومن الطبيعي ان يتم ترحيلهما الى الجزائر بما انهما يحملان الجنسية الجزائرية". واعتقلت الولاياتالمتحدة 17 جزائريا في غوانتانامو تم تسليم 12 منهم بين 2008 و2010 الى بلدهم، بينما اختار اخرون ان يتم ترحيلهم الى دول اخرى يحملون جنسيتها. وفي آب (اغسطس) سلمت السلطات الاميركية الحكومة الجزائرية المعتقلين السابقين نبيل حاج أعراب وسعيد أحمد صياب مواتي. وبحسب المحامي الحقوقي امين سيدهم، فإن هذين المعتقلين "استدعيا للتحقيق معهما قبل ان يتم الافراج عنهما في انتطار تحديد تاريخ محاكمتهما"، ورجح المحامي ان تنطق المحكمة ببراءتهما مثلما حدث مع المعتقلين الاخرين. ورفض جزائري آخر يدعى احمد بلباشا الذي اعتقل في غوانتانامو منذ العام 2002 العودة الى الجزائر رغم ان الولاياتالمتحدة برأته من اي تهمة بممارسة الارهاب. الا ان محكمة جزائرية اصدرت حكما غيابيا ضده في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 بالسجن عشرين عاما. وسبق للقضاء الجزائري ان حكم ببراءة ستة متهمين، هم عبد اللي فوغول وتيراري محمد وحدرباش سفيان وحمليلي عادل أمين طيب وزميري أحسن وحمليلي مصطفى. غير ان المحكمة وفي سابقة غير متوقعة قضت بالسجن ثلاث سنوات في 2012 ضد المعتقل عبد العزيز ناجي بتهمة "الانتماء الى منظمة عسكر طيبة في كشمير قبل ان يلقي الجيش الاميركي القبض عليه في بيشاور سنة 2002".