يستأنف اليوم الأربعاء مجلس قضاء العاصمة محاكمة الدفعة الثانية من الجزائريين المعتقلين سابقا بسجن غوانتنامو من العائدين إلى الجزائر بعد تبرئة واشنطن لهم من تهم الإرهاب والانتماء لتنظيم القاعدة. وكشف أمس مصدر قضائي يعمل على الملف أن الأمر يتعلق بكل من "عبد الرحمن هواري" واسمه الحقيقي حدرباش سفيان ( 30 سنة ) وحمليلي مصطفى ( 57 سنة ) وعبار الهواري ( 28 سنة ) وهؤلاء من الفوج الأول الذي استفاد من الإفراج مباشرة بعد قرار البيت الأبيض غلق معتقل غوانتنامو و يمثلون أمام القضاء بتهمة " الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج " وذكر المصدر نفسه ل " الرياض " أن الجزائريين الثلاثة ثم اعتقالهم بباكستان و جميعهم قضى فترة قصيرة بأفغانستان حيث اتهمهم المحققون الأمريكان بالتدرب على السلاح هناك ، و ظهرت أسماء هؤلاء في القائمة الاسمية الأولى التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية في يونيو 2006 ، و أضاف مصدرنا أن حمليلي مصطفى المنحدر من ولاية بشار " 800 كلم إلى الجنوب ) يعاني من توعكات صحية خطيرة بسبب ظروف اعتقاله السيئة بمعسكر غوانتنامو وأن دعوى قضائية رفعها محاميان أمريكيان و ثالث جزائري للسلطات الأمريكية المختصة للمطالبة بتعويض حمليلي عن كل الأضرار الصحية و المعنوية التي لحقت به بعد خروجه في نهاية المطاف مبرأ من كل تهمة . و ينتظر مصطفى حمليلي حسب المصدر نفسه ، في حال تمت تبرئته من تهمة " الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج " مساعدة السلطات الجزائرية له لجلب زوجته الباكستانية و أبنائه الثلاثة الموجودين بباكستان و الذين لم يرهم منذ أزيد من 10 سنوات. و تأتي محاكمة الجزائريين الثلاثة العائدين من غوانتنامو في وقت أثارت تبرئة العدالة الجزائرية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 لجزائريين اثنين سابقين بمعتقل غوانتنامو و هما عبدلي فغولي وطراري محمد ، حفيظة الولاياتالمتحدة التي أفرجت عنهما في أغسطس 2008 ، حيث نقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر رسمي جزائري قوله ان واشنطن أبلغت الجزائر ''احتجاجها'' على تبرئة العدالة الجزائرية لمعتقلين سابقين لديها بدعوى خشيتها من عودة هؤلاء إلى النشاط الإرهابي و قال المصدر ذاته ان الجزائر استغربت ما اعتبرته " تدخل " واشنطن في موضوع '' تناولته عدالة مستقلة " و طال أشخاصا " برّأتهم أمريكا نفسها قبل ترحيلهم للجزائر'' . و كانا عبدلي فوغالي و طراري محمد اللذان تمت تبرئتهما من تهمة الانتماء لجماعة إرهابية تنشط بالخارج من بين الدفعة الأولى من السجناء السابقين في غوانتانامو ممن تم ترحيلهم إلى الجزائر و أحيلوا على العدالة إلى جانب أحمد بلباشا الذي حوكم غيابيا وأصدر القضاء في حقه حكما بالسجن 20 عاما ، حيث تنظر العدالة الجزائرية لبلباشا على أنه " في حالة فرار " على خلفية رفضه العودة إلى الجزائر بعد قرار الولاياتالمتحدة الإفراج عنه في فبراير 2007 وتفضيل ترحيله إلى بريطانيا البلد الذي اعتقل فيه العام 2002 . و حسب أرقام رسمية فإن الجزائر استلمت 7 جزائريين معتقلين سابقا في غوانتانامو تم اعتقالهم في أفغانستان ما بين عامي 2001 و2002 و هؤلاء من بين 17 معتقلا جزائريا أفرجت عنهم واشنطن من مجموع 27 جزائريا اعتقلتهم أجهزة الأمن الأمريكية مباشرة بعد تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة.