أعلنت الحكومة التايلاندية أمس، أن قائد الحركة الاحتجاجية العنيفة الساعية إلى إسقاط رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا، يجب أن يستسلم ويواجه الاتهامات المنسوبة إليه ومن بينها العصيان المسلح، مستبعدة أي حوار إلى أن يفعل. ونفى زعيم الحركة الاحتجاجية سوتيب تاوغسوبان وهو نائب سابق لرئيس الوزراء، التهم المنسوبة إليه، وتعهد باستئناف الحملة بعد أن أعلن توقفها اليوم، لمناسبة عيد ميلاد الملك بوميبون ادولياديغ (86 سنة) لكنها ستستمر بعد ذلك مباشرة. وقال في كلمة لمؤيديه: «سنبدأ معركتنا مجدداً في السادس من الشهر. سنبدأ بعد شروق الشمس وسنكافح كل يوم حتى ننتصر». وانفض أمس، المحتجون الذين يحاولون إسقاط الحكومة التايلاندية من حول مقر قيادة الشرطة المحلية. وهذه الاحتجاجات هي أحدث منعطف في صراع يضع الطبقة المتوسطة في بانكوك والنخبة الملكية في مواجهة أنصار ينغلوك وشقيقها تاكسين شيناواترا، رئيس الوزراء السابق الذي أطيح في انقلاب عسكري عام 2006 ويعيش في منفى اختياري. ويريد سوتيب (64 سنة) الذي كان عضواً برلمانياً معارضاً عن «الحزب الديموقراطي» قبل أن يستقيل ليقود الاحتجاجات، تشكيل ما يصفه ب «مجلس للشعب» ليحل مكان الحكومة. وقالت رئيسة الوزراء إن هذا غير دستوري وأنها لن تستقيل. وأكد وزير الخارجية سورابونغ توفيتشاكتشايكول الذي يرأس أيضاً لجنة خاصة للأمن الداخلي، أن على سوتيب أن يسلم نفسه. وقال للصحافيين: «لن نجري مزيداً من المحادثات مع سوتيب إلى أن يسلم نفسه للشرطة. حان الوقت لأن يستسلم لأنه خرق القانون ومن يوفر له ملاذاً أو مأوى سيكون مذنباً بدوره». ونأى الجيش الذي نفذ 18 محاولة انقلابية خلال الأعوام الثمانين الأخيرة عن الاضطرابات. وقال قائد سلاح البحرية إنه وزملاءه كبار قادة القوات المسلحة، استبعدوا التدخل مع اتجاه الأوضاع للعودة إلى طبيعتها. وبعد أيام من العنف الذي أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، عملت الحكومة على تهدئة المواجهة الثلثاء وأمرت الشرطة بعدم التصدي للمحتجين والسماح لهم بدخول المباني الحكومية التي حاصروها في إطار محاولتهم لإسقاط الحكومة. وشق المحتجون طريقهم داخل مقر الشرطة المحلية إلا أنهم لم ينجحوا في تخطي الحواجز الداخلية وقرروا بعد فترة التخلي عن المحاولة. وفي دلالة على تآخي أجهزة الدولة الثلثاء بعد تبادل إطلاق الغازات المسيلة للدموع والقنابل الحارقة في اليوم السابق، أخذت مئات الضابطات مكان رجال الأمن عند الحواجز ولوحن للمحتجين، فيما ردد كلا الجانبين «عاش الملك». وفي رد على مخاوف من احتمال قفز الجيش إلى المشهد ثانية، قال قائد سلاح البحرية الأميرال نارونغ بيباتاناساي إنه هو وقائدي الجيش والقوات الجوية التقوا وليست لديهم أي خطط للتدخل. وقال للصحافيين: «اتفق الجميع على أن القوات العسكرية لن تقوم بدور رئيسي في هذا الوضع وأنه لن يكون هناك انقلاب لأننا نعتقد أن التوتر ينحسر وأن كل شيء سيعود إلى حالته العادية قريباً جداً».