اقتحم المتظاهرون المطالبون بتنحي رئيسة الوزراء التايلاندية ينغلوك شيناواترا مجمع الحكومة، من دون أن يواجهوا مقاومة اثر انسحاب الشرطة منه بأمر من الحكومة لتفادي مواجهات جديدة، على غرار ما حصل في اليومين الماضيين، حين استخدم رجال الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لمنع المتظاهرين من دخول المقر. وأدخل المحتجون شاحنة إلى حرم المجمع، وتصافحوا مع ضباط الشرطة الذين كانوا استهدفوهم بقنابل حارقة في اليوم السابق، ووزعوا عليهم ورود، قبل أن يتوجهوا إلى مكتب ينغلوك ثم يرحلوا بسلام. وقالت بريندا نونغ (51 سنة)، وهي محتجة من بانكوك: «لا نريد أن يدخل أحد ويدمر المباني الحكومية. نحن أناس طيبون جئنا من أجل الديموقراطية». ولاحقاً، أكد بونجتيب تيبكانتشانا، نائب رئيسة الوزراء، أن الحكومة مستمرة في عملها، وعقدت اجتماعاً كالمعتاد، وقال: «لم نستسلم، لكننا أمرنا الشرطة بالتراجع بعدما رأينا أن المحتجين يريدون السيطرة على المقر كخطوة رمزية، مضيفاً أن «ينغلوك ستطرق كل الأبواب لفتح حوار مع المحتجين لإيجاد حل، لكنها ترفض الاستقالة». وأعلن الناطق باسم الحكومة تيرات راتانسافي أن الحكومة تريد تفادي العنف والمواجهة، لذا أمرت الشرطة بالتراجع، علماً أن الجهاز أزال حواجز من أسلاك شائكة خارج مقره في بانكوك الذي يعتبر هدفاً رئيساً للتظاهرات. وفيما يُرجح تراجع حركة الاحتجاجات غداً الخميس، بسبب احتفال المواطنين بعيد ميلاد الملك بوميبون ادولياديغ الذين يجلونه كثيراً، أعلن زعيم الحركة سوثيب ثاوغسابان استمرار معركة إسقاط رئيسة الوزراء شيناواترا، خاطب أنصاره قائلاً: «حققنا اليوم نصراً جزئياً، لكننا سنواصل القتال حتى إطاحة نظام تاكسين»، في إشارة إلى نفوذ شقيق رئيسة الوزراء رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا. وكان سوثيب الذي صدرت مذكرة توقيف في حقه التقى ينغلوك الأحد، لكنه أعلن أنه لم تجرِ مفاوضات لإنهاء الأزمة السياسية. في واشنطن، أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي قلق الإدارة من التوترات السياسية المستمرة في تايلاند، ودعت المعارضة ورئيسة الوزراء يشيناوترا إلى استئناف الحوار لإنهاء الأزمة السياسية. وقالت: «التظاهرات السلمية وحرية التعبير أسس مهمة للديموقراطية، لكن العنف ومصادرة أملاك خاصة وعامة ليست وسائل مقبولة». وعلى هامش افتتاح المؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية في ليما، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه من تصاعد العنف في بانكوك، ودعا كل الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس، وحل الخلافات السياسية بالحوار والوسائل السلمية».