باستثناء دعوة عدد من النواب رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون الى النزول الى ساحة النجمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، بعدما رشحه الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، للرئاسة، لم تحمل جلسة الانتخاب التي حملت الرقم 15 امس جديداً فتكرر المشهد نفسه، اذ ان الحضور الى البرلمان بدا شكلياً ولم يتعد ال 55 نائباً فيما المطلوب لاكتمال النصاب 88، ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لازم مقره الى ارجاء الجلسة الى 10 كانون الاول (ديسمبر) المقبل. لكن موعد جلسة الانتخاب تلازم مع لقاء الاربعاء النيابي في مقر الرئاسة الثانية، ونقل نواب عن بري قوله انه «لا يزال يرى ان هناك مؤشرات ايجابية في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وأن لديه معطيات ملموسة من خلال اللقاءات التي أجراها ويجريها»، مؤكداً ايضاً «الاستمرار في سعيه الى الحوار بين «حزب الله» وتيار المستقبل، لأن ذلك ينعكس ايجاباً على الوضع العام». ونقلوا عنه ايضاً قوله ان «هناك ثلاث مظلات لحماية لبنان هي: الوحدة الداخلية التي يجب ان نحافظ عليها ونعززها، والجيش وما يقوم به من دور مهم وأساس لحماية الاستقرار والسلم الاهلي، والمقاومة وما حققته وتحققه من انجازات على المستوى الوطني». وفي ساحة النجمة حضر الاستمرار في سياسة التعطيل في المواقف السياسية، فلفت وزير الاتصالات النائب بطرس حرب الى أن «البلد بدأ يدخل مرحلة نزاع وإسقاط وتدمير للنظام الديموقراطي وهذا ما ينعكس على كل المؤسسات». وأشار الى أن «ما أستطيع قوله في هذا اليوم بالتحديد، لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة العقلية، هو أن ادعو الله ليلهم الناس والمسؤولين عقلهم وحسهم بالمسؤولية لكي نتمكن من انتخاب رئيس يقود الجمهورية بعقل، بدل السير على الهوارة». وعقد نواب زحلة طوني بوخاطر، عاصم عراجي وإيلي ماروني مؤتمراً صحافياً مشتركاً في المجلس سأل خلاله عضو كتلة «الكتائب» ماروني: «هل يجوز أن يبقى النائب عون مرشحاً في مجلس طعن بدستوريته؟، هذا يقودنا الى سؤال الزملاء النواب في «حزب الله» الذين اعلنوا تأييدهم له: أما حرركم عون من التزامكم به كمرشح رئاسي؟». وقال: «من هنا الدعوة الى التلاقي للتوافق على انقاذ الجمهورية وانتخاب رئيس قبل الاعياد. وستكون لنا التفاتة نحو «حزب الله» للقائه في الايام القليلة المقبلة». وعن مستوى اللقاء مع «حزب الله»، اجاب: «أتحدث كنائب في كتلة نواب زحلة، وأستطيع القول ان هناك لقاء قريباً مع نواب من «حزب الله»، والسؤال المركزي سيكون حول هذه النقطة بالذات». وقال عضو «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان: «بعد وقت طويل، رشح السيد نصر الله العماد عون وصارت له صفة المرشح. لذلك، اتمنى ان يحضر الجلسة هو و «حزب الله»، ونجري انتخابات ديموقراطية». ورد على طلب عون تفسير الدستور، فقال انه «يناط بالمجلس الدستوري لكنهم اناطوا ايام الوصاية السورية مسألة تفسير الدستور بالمجلس النيابي. هناك المادة 74 من الدستور تنص على انه عند شغور موقع الرئاسة علينا الذهاب لانتخاب الرئيس فوراً بحكم القانون». وبعد الجلسة، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ان «حزب الله لا يستطيع حمل تعطيل الرئاسة منفرداً من دون تكتل التغيير والإصلاح، ما اضطر الحزب الى تبني ترشيح العماد عون رسمياً». وقال: «الرئيس القوي الذي يطرحونه قوي بتهوره وعشوائيته، فهو من أسقط المنطقة الحرة التي بقيت صامدة منذ 1975 حتى عام 1990». وسأل: «اذا كان مرشح حزب الله هو العماد عون كما أعلن السيد حسن نصر الله في اطلالته الأخيرة فلماذا لم يحضر نوابه الجلسة لانتخاب عون، وقاطعوا الانتخابات الرئاسية؟».