أثار احتجاز 12 راهبة أرثوذكسية سورية ولبنانية، بعد إخراجهن بالقوة من ديرهن الواقع في الوسط التاريخي من مدينة معلولا المسيحية، التي استولى عليها مسلحو المعارضة السورية بينهم «جبهة النصرة» ليل الأحد - الاثنين، استنكاراً واسعاً في لبنان. ودعا بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، المجتمع الدولي وسائر حكومات العالم إلى إطلاق راهبات مار تقلا واليتامى المحتجزات»، مشيراً إلى أننا «نستصرخ الضمير البشري كله وكل ذوي النيات الحسنة لإطلاق راهباتنا المحتجزات واليتامى، ونناشد بذرة الضمير التي زرعها الله في كل البشر بمن فيهم الخاطفون لإطلاق أخواتنا سالمات». وأكد أن «احتجاز الراهبات حتى الآن هو تعد صارخ على كرامة الناس وعلى صوت السلام والصلاة في ربوع سورية والمشرق كله». ورأى النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم أن «الوجود المسيحي مهدد بالتطرف والإرهاب الذي يفرض نفسه على غيره»، مطالباً «بتضافر الجهود للحد من الأعمال العنفية وإحلال ثقافة السلام وحب الحياة. ورأى رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام «أن مسيحيي سورية يدفعون ثمناً إضافياً لحال الفوضى والصراع والعنف كونهم يستهدفون مباشرة في كنائسهم ورجال دينهم وممتلكاتهم في موجة اقتلاع مبرمجة ضمن عقل الغائي مخيف وسط ذهول عربي وإسلامي ودولي وكأن ما يجري مسرح اللا معقول، وما خطف راهبات معلولا إلا آخر نموذج للحقد، بعد المطرانين والرهبان والكهنة». وأكدت القوات اللبنانية في بيان «أهمية تحييد الأماكن المقدسة والأثرية في معلولا وحماية الكهنة والراهبات والأهلين». تكتل «التغيير والاصلاح» وقال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي آلان عون بعد اجتماع التكتل الأسبوعي أمس، أن «التكتل تلقى اتصالات كنسية وضعته بأجواء ما حصل من خطف»، مشيراً إلى أن «ما يحصل نموذج من ما حذر منه التكتل». وسأل: «إذا كانت راهبة بكل ما تحمل من سلام ومحبة وفكر لم يقدر (المسلحون) على تحملها، فكيف سيحملون فكراً مختلفاً سياسياً؟»، مضيفاً: «هذا برسم كل من لا يزال يشكك بأن ما يحصل فعلاً يشكل خطراً ليس فقط على وجودنا، بل على مستقبلنا، وكل ما نؤمن به»، متمنياً «على الجميع استنكار ما حصل في معلولا»، داعياً إلى «إطلاق الراهبات المختطفات، واستنهاض كل الإمكانات والعلاقات الدولية للإفراج عنهن». وتوقف التكتل عند وضع القوى الأمنية تحت إمرة الجيش في طرابلس، مذكراً بأن التكتل كان اقترح الخطوة وجرى عد اقتراحه من قبل وزراء التكتل في مجلس الوزراء خلال أحداث عكار، إلا أنه تم اعتماده في هذه الأيام»، لافتاً إلى أن «الحكومة تقاعست عن القيام بأقل واجباتها اتجاه الاستقرار الأمني في طرابلس، وبعد 18 جولة من المعارك في طرابلس، وبعد أن تحولت طرابلس إلى مدينة خارجة عن الدولة، يأتي هذا القرار». وأمل ب«الا يكون القرار منقوصاً ومتأخراً، لأنه لا يجوز أن تذهب دماء الأبرياء سداً».