أكد اختصاصيون وأطباء خطورة تناول أدوية الصيدليات دون أخذ استشارة الطبيب، أو الرجوع إلى مختص بالوصفات العلاجية، مؤكدين أن العادات الخاطئة والشائعة في التعامل مع الدواء، وشرائه دون وصفة طبية يؤدي لعواقب وخيمة، إضافةً إلى أن الإفراط في تعاطيه دون إرشاد وتوجيه في أوقات غير محددة، وتخزينه في أماكن غير مناسبة ودرجات حرارة مختلفة، تعد سلوكيات اجتماعية خطرة صحياً. وأكد استشاري أمراض الباطنة الدكتور وليد معصرجي ل «الحياة» أن الخطورة تكمن في أن بعض الناس يعالجون أنفسهم من طريق «الصيدلي»، بطلبهم الدواء بعد شرحهم طبيعة المرض، مشيراً إلى أنه على رغم من دراسة الصيدلي أنواع الأدوية ومدى تأثيرها و تفاعل مكوناتها، إلا أنه ليس كالطبيب المعالج الذي تتاح له فرصة الكشف وإجراء الفحوصات والتحليل ومعرفة تاريخ المرض والعلاجات السابقة، ومتابعة الحالة لعمل التشخيص الدقيق قبل وصف العلاج، وتحديد الدواء المناسب في كل مرحلة من مراحل تطور الحالة. ويوضح أن جميع التجارب والدراسات أثبتت أن لكل دواء مضاعفات تتفاوت في خطورتها بين دواء وآخر، وذلك حسب الحالة ونسبة التعاطي وكثافة الدواء، حتى إنه أصبح لكل حبة اسبرين على سبيل المثال مضاعفات جانبية يعرفها الأطباء والصيادلة، خصوصاً إذا تعاطاها المريض بشكل عشوائي، وبغير وصفة طبية دقيقة. وقال «إن بعض شرائح المجتمع يريدون التخلص من الآهات والألم بطريقة غير صحية، ويتناولون بعض الأدوية المتنوعة التي يحصلون عليها من طريق الأطباء أو الصيادلة الأصدقاء، على أمل الشفاء وحصار المرض وإنهاء الآلام والخلاص منها، وهم بتلك الطريقة الخاطئة لا يفكرون بعواقب تناول الأدوية بمختلف أشكالها والتي تسبب بعض المضاعفات الخطرة. وأضاف «إن السلوكيات غير الصحيحة بالمجتمع العربي تسهم في تضخم المشكلة عند تناول الدواء، فالكثير منهم تجده يتباهى بمعرفة العلاج، ويجرؤ على وصف الدواء لزميل له أو مريض وكأنه خبير بالطب، وهي طريقة تؤدي إلى عواقب وخيمة جداً، تصل في أغلب الأحيان إلى الوفاة لاسمح الله. أما الصيدلي سعود الجوفي فأكد ل «الحياة» أن جميع الأدوية التي تصرف من الصيدليات عادة ماتكون برفقتها نشرة تبين طريقة استخدامها، إضافةً إلى الوصفة الطبية التي تكتب للمريض، لكن البعض يخزن الأدوية بطريقة غير صحيحة وذلك لحفظها، إلا أنه بسبب اختلاف درجات الحرارة والرطوبة تكون معرضة للتلف والتحلل، مشيراً إلى افتراض عدم حفظها بالثلاجة إلا بضوابط معينة وبحسب توجيهات الصيدلي أو النشرة المرفقة للدواء. وحذر الجوفي من ترك الأدوية في مكان يصل له الأطفال حيث غالباً ما يقودهم فضولهم لتناولها، خصوصاً أن بعضها تكون بطعم بعض الفواكه وعليها رسومات تجذب الأطفال، مشيراً إلى أهمية التخلص من الدواء عند الانتهاء من استخدامه.