بعد أسبوع على اتفاق مرحلي أبرمته في جنيفإيران والدول الست المعنية بملفها النووي، عادت معركة شد الحبال بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والكونغرس، إذ لوّح أعضاء في مجلس الشيوخ بتشديد العقوبات النفطية على طهران وحشر البيت الأبيض، إما بتبنّي القرار أو إقدام أوباما على تعطيله. وكثّفت الإدارة تحرّكها في اتجاه الكونغرس لتأجيل أي تصويت، فيما أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وفداً من مستشاريه إلى واشنطن، لإقناع الكونغرس بالتحرّك. ويستعد نواب من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، لبلورة صيغة تشريعية للتصويت في مجلس الشيوخ على قرار تشديد العقوبات النفطية والمصرفية، بعد إقراره في مجلس النواب بغالبية ساحقة الصيف الماضي. وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن ثمة تحضيرات للتصويت على القرار، بعد عودة أعضاء مجلس الشيوخ من عطلة عيد الشكر الاثنين المقبل، وقبل العطلة الشتوية التي تبدأ في 23 الشهر الجاري. ويؤيّد نواب من الحزبين التصويت، بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت ميننديز الذي اعتبر أن تشديد العقوبات «يعزّز موقع الإدارة في المفاوضات ويوضح للإيرانيين أن هذا ما ينتظرهم، إذا لم يوافقوا على الاتفاق الشامل». وأضاف: «مثير أن الإيرانيين يوزّعون أدوارهم بين شرطي جيد وشرطي سيء في الداخل الإيراني، فيما نحن لا يمكننا فعل ذلك». لكن الإدارة حذرت من تمرير العقوبات الجديدة، منبهة إلى أنها تحشر أوباما وتجبره إما على تبنّيها وبالتالي المجازفة بعرقلة المفاوضات مع إيران، أو نقضها وإحداث خلاف مع الكونغرس. ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي قوله إن «تمرير عقوبات مشابهة خلال المفاوضات سيعرقلها في نواحٍ عدة، وسيحدث خلافات لواشنطن مع شركائها الدوليين» المشاركين في مفاوضات جنيف. وتابع: «إذا كان لدى الكونغرس ما يقلقه حول الاتفاق المرحلي، ليتواصل معنا». ومنذ إبرام اتفاق جنيف الشهر الماضي، كثّفت الإدارة اتصالاتها مع أعضاء الكونغرس، من خلال اتصالات هاتفية مع النواب أجرتها مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ورئيسة الوفد المفاوض إلى جنيف ويندي شيرمان التي تستعد للقاءات مع هؤلاء هذا الأسبوع، فيما سجّل وزير الخارجية جون كيري شريط فيديو موجّه للنواب، يوضح أهم نقاط الاتفاق. لكن نواباً يتحفظون على سماح الدول الكبرى لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، بدل تجميده في شكل كامل قبل تخفيف العقوبات. وتحاول إسرائيل الاستفادة من أجواء الكونغرس، عبر الضغط لتمرير العقوبات، خصوصاً أن نتانياهو ارسل وفداً من مستشاريه إلى واشنطن لحضّ النواب على إقرار العقوبات. كما يعمل نتانياهو، من خلال مجموعات الضغط (لوبي)، للدفع في هذا الاتجاه. ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الغرب إلى «التخلي عن أوهامه»، متهماً طهران بالسعي إلى «قنبلة ذرية ودعم الإرهاب». وقال في كنيس روما: «لن نسمح لإيران بامتلاك قوة ذرية تتمكّن من استخدامها ضدنا، وأمام التهديد سنرد عندما سيكون ذلك ضرورياً. لن أصمت إذا كانت إسرائيل في خطر». في المقابل، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت نتانياهو بالإضرار بعلاقات تل أبيب مع واشنطن، بسبب انتقاداته العلنية لاتفاق جنيف، والتي اعتبر أنها أحدثت نتائج عكسية. وفيما نجحت الإدارة الأميركية، خلال المفاوضات حول الاتفاق المرحلي، في تأجيل التصويت، فهي أمام مهمة أكثر صعوبة الآن، بسبب الضغوط الداخلية على النواب وتراجع شعبية أوباما بين مواطنيه.