خطت الصين خطوة مهمة في برنامجها الطموح لغزو الفضاء عبر إطلاق صاروخ يحمل إلى القمر مركبة استكشاف يتم التحكم بها عن بعد تحمل اسم «أرنب اليشم». وانطلق الصاروخ «لونغ مارتش» الذي يحمل المركبة عند الساعة 01,30 بالتوقيت المحلي (السبت عند الساعة 17,30 ت.غ.) من قاعدة إطلاق الأقمار الاصطناعية في شينتشانغ في جنوب غربيّ الصين. ووصف مسؤول القاعدة زانغ زينزونغ عملية الإطلاق بأنها «ناجحة» بعد أقل من ساعة على إقلاع الصاروخ. ولم يخلد الكثير من الصينيين إلى النوم مؤثرين متابعة الحدث الذي يشكل مصدر فخر وطني بعدما صوت الملايين لاختيار اسم للمسبار القمري المستوحى من الميثولوجيا الصينية. وتشكل مهمة «تشانجه - 3» هذه خطوة أساسية في برنامج الصين الفضائي الطموح. فمن خلالها تريد أن تحط الصين للمرة الأولى على سطح القمر ب «هدوء» لتصبح بذلك ثالث دولة تنجح في هذا التحدي، وإن متأخرة عقوداً عن الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي السابق. وتقول الأسطورة إن «أرنب اليشم» أو «الأرنب القمري» يقيم على القمر حيث يطحن أكسير الخلود في جرنه. ويرافق هذا الحيوان «شانجه» رمز القمر في الميثولوجيا الصينية. ويبلغ وزن المسبار 120 كيلوغراماً وسيحط في خليج أقواس قزح، وهي منطقة من القمر غير مستكشفة بعد، توفر ظروفاً مؤاتية على صعيد الشمس والاتصال بالأرض. وسيقوم «أرنب اليشم» المجهز بألواح شمسية للحصول على الطاقة، بتحاليل علمية، لا سيما جيولوجية، ويرسل صوراً إلى الأرض بالأبعاد الثلاثة. وإذا جرت المهمة على ما يرام، سيصل المسبار المجهز بست عجلات إلى القمر منتصف كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وسيعمل لمدة ثلاثة أشهر سيتنقل خلالها بسرعة 200 متر في الساعة كحد أقصى. وتخطو بكين خطوات كبيرة في إطار برنامج لبناء محطة مدارية دائمة، وحسّنت في السنوات الأخيرة لهذه الغاية عمليات الالتحام في الفضاء.