واصل المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل جولته في المنطقة بزيارة للقاهرة وعمان امس قبل عودته الى اسرائيل حيث تنتظره «فجوات كبيرة» في المواقف بين الجانبين دفعت المراقبين الى استبعاد تحقيق انفراجة تمهد لعقد القمة الثلاثية في نيويورك واطلاق عملية السلام. في ضوء ذلك، تمسك ميتشل بتأكيد الالتزام الاميركي بتحقيق سلام شامل، وطالب جميع الاطراف بالقيام ب «خطوات ملموسة» تمهد لاستئناف المفاوضات. وكان ميتشل صرح عقب محادثاته مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة امس بأنه تم التأكيد خلال اللقاء على «الالتزام المشترك من اجل تحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط، والذي يتضمن وضع نهاية للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي بناء على حل اقامة الدولتين». واضاف ان «الولاياتالمتحدة تطلب من الاطراف كافة، سواء اسرائيل او الفلسطينيين والدول العربية، بأن تتحمل مسؤوليتها من اجل السلام من خلال القيام بخطوات ملموسة تساعد على ايجاد ارضية ايجابية لاستئناف المفاوضات». وفي محطته الثانية، كرر ميتشل في عمان الموقف نفسه، في وقت حذر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني من استمرار اسرائيل ببناء المستوطنات، مؤكدا انها «تقوّض فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة». وشدد على «اهمية ان تقوم الولاياتالمتحدة بدور قيادي في هذه المفاوضات، وان تضع الآليات التي تضمن وصولها الى حل الدولتين في السياق الاقليمي المجمع عليه دوليا وفي اطار زمني محدد». واعتبر ان اطلاق المفاوضات اولوية، وان البديل فراغ سياسي لن يسهم الا في زيادة التوتر. ومن المقرر ان يعقد ميتشل محادثات مع نتانياهو اليوم، في وقت استبعدت مصادر صحافية اسرائيلية ان يسفر الاجتماع عن تحقيق اختراق يتيح عقد القمة الثلاثية في نيويورك. وافادت صحيفة «هآرتس» ان اميركا تواصل ممارسة ضغوط على نتانياهو لحملة على ابداء مرونة، وان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اتصال شخصيا بنتانياهو الاسبوع الماضي عشية وصول ميتشل، وحضه على تجميد البناء الاستيطاني مدة عام. واوضحت الصحيفة ان الخلافات في المواقف ما زالت كبيرة، وانه اضافة الى قضية الاستيطان، فان هناك اربعة محاور خلاف اخرى، هي معارضة إسرائيل أن يتضمن خطاب الرئيس باراك اوباما بعد القمة الثلاثية قولاً صريحاً بأن الحدود المستقبلية ستعتمد حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 مع تعديلات، بل ان يطالب بتبني مبدأ «حدود آمنة» تتيح لإسرائيل الدفاع عنها. كما يطالب نتانياهو بأن يكون إطار المفاوضات بناءً لخطابه في جامعة «بار ايلان» في حزيران (يونيو) الماضي، أي أن تكون الدولة الفلسطينية مجردة من السلاح، وأن يعترف الفلسطينيون بيهودية إسرائيل، وأن تكون التسوية نهاية كل المطالب. كما تخشى إسرائيل أن «تقضم» التفاهمات الجديدة تفاهمات سابقة بينها وبين الإدارة الأميركية السابقة تقول إنها تقضي باعتبار الكتل الاستيطانية الكبرى جزءاً من إسرائيل في إطار أي تسوية في المستقبل. وتعارض إسرائيل تحديد مدة مفاوضات التسوية الدائمة بعامين يعلن في ختامهما قيام الدولة الفلسطينية، ويعتبر نتانياهو هذا الشرط تحديداً مسبقاً لنتائج المفاوضات.