سجلت فرق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تصاعداً ملحوظاً في عدد السوريين النازحين إلى العراق وتحديداً في إقليم كردستان، جراء تصاعد العمليات العسكرية داخل سورية، فيما أكدت حكومة إقليم كردستان استقبالها ستة آلاف لاجئ سوري. وأوضح مكتب المفوضية فرع العراق في تقرير رسمي حصلت «الحياة» على نسخة منه انه «حتى الربع الأول من الشهر الجاري بلغ عدد النازحين السوريين للعراق أكثر من 4550 لاجئاً معظمهم من أصول كردية، ولا زال معدل الوافدين إلى محافظة دهوك أسبوعياً بحدود 15 عائلة يضاف لها 80 فرداً، ملتمسين التسجيل لدى مكاتب الهجرة، أما في أربيل فإن معدل العائلات التي تتقدم إلى مكاتب التسجيل تبلغ عائلتين و30 فرداً أسبوعياً». وأشار التقرير إلى وجود «إعداد أخرى لم يتم تسجيلها حتى الآن تبلغ ما يقرب من 350 فرداً». وقال إن غالبية العائلات تقيم حالياً مع عائلات كردية في الإقليم لوجود صلة قرابة بينها، لكنها تطلب الانتقال إلى مخيم دوميز المركزي بسبب شح المواد المعيشية لدى العائلات العراقية». مسؤول ملف النازحين السوريين داخل الإقليم حميد دربندي أكد ل «الحياة» أن إعداد الوافدين للإقليم أعلى بكثير من أرقام المفوضية حيث سجلنا حتى الآن ما يقرب من ستة آلاف لاجئ. وتابع أن «حكومة الإقليم قدمت مساعدات وخصصت مبالغ كبيرة لاستضافتهم وتأمين العيش الكريم للعائلات والإفراد من حيث الإقامة والغذاء والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات، وحتى الآن التنسيق قائم فقط مع المنظمات الدولية ولم تتدخل الحكومة العراقية في الأمر». من الناحية الاقتصادية بينت نهلة الرفاعي مسؤولة تقارير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ل «الحياة» أن «وضع غالبية اللاجئين السوريين في محافظة أربيل المعيشي سيء جداً، واضطروا للسكن عند عائلات كردية وهم لا يطلبون التسجيل لدى المفوضية ولا نعلم الأسباب، لكننا تمكنا من الوصول إلى نسبة منهم ونقلهم إلى مخيم دوميز، لأن حكومة أربيل ترفض حتى الآن تقديم العون لهم على عكس حكومة دهوك». وأضافت الرفاعي «سمحت حكومة أربيل بالعمل للشباب السوريين ولم تضيق الخناق عليهم من حيث السماح بالإقامة واستئجار المساكن، وبلغ عدد من يقيم في مخيم دوميز أكثر من 1635 شخصاً منهم 1045 عائلة و600 فرد أعزب اغلبهم من الشباب دون ال25 سنة، وهم فارون من الجيش السوري». وبينت أن هناك عائلات سورية أحضرت معها أموالاً تكفيها للحصول على نزل منفرد مستأجر أو الإقامة مع أقربائها وتحمل جزءاً من تكاليف المعيشة. وبحسب تقرير الأممالمتحدة هناك ما يقرب من 30 قاصراً حضروا إلى العراق منفردين، ستة منهم إناث يقمن مع أقارب لهن في محافظات الإقليم. وكانت حكومة إقليم كردستان نصبت أكثر من 254 خيمة في مخيم دوميز وتم البدء ببناء وحدات سكنية موقتة لهم أفضل بكثير من المخيمات، فيما تبرعت جهات سياسية وأحزاب ومنظمات عراقية بالكثير من احتياجاتهم من أجهزة كهربائية وأدوات طبخ وأغذية ولعب أطفال وكتب دراسية.