ركزت خطب الجمعة في الأنبار وصلاح الدين على أعمال العنف والاغتيالات الجارية في بغداد وعدد من المناطق «بحق أهل السنة». إلى ذلك، طالب نائب عن الأنبار رئيس الحكومة نوري المالكي بموقف من «تعرض أهل السنة في بغداد والمحافظات لعمليات قتل وتهجير»، فيما طالب نائب آخر بعقد جلسة برلمانية طارئة لمناقشة الأحداث الأخيرة. وقال خطيب الجمعة في الرمادي إن «البلد يعاني مشكلة كبيرة: غياب الأمن وانعدام الخدمات والاغتيالات المنظمة في ظل العجز الحكومي وسيطرة ايران على الشارع العراقي وخضوع بعض المسؤولين لسياستها». وأضاف أن «المعتصمين في ساحات الاعتصام مشهود لهم بالانضباط العالي وبسلميتهم إلا أن بعض المسؤولين يتهمون ساحات الاعتصام بأنها ساحات إرهاب لعجزهم عن الاستجابة للمطالب بضغط من ايران». وزاد أن «العراق يشهد حالياً موجة من القتل على الهوية والتهجير الطائفي في ظل عجز الحكومة عن الدفاع عن شعبها والتزامها الصمت كأن ما يحدث لا يعنيها». وطالب الحكومة ببيان موقفها «مما يجري في بغداد وديالى والمحافظات الجنوبية من قتل وتهجير خصوصاً في حزام بغداد». في الفلوجة، شرق الأنبار، قال خطيب الجمعة الشيخ عبد السلام المشهداني إن «الكرامة اهم من مصفاة النفط والمطار»، وأكد أن «مفتي أهل السنة مهدي الصميدعي لا يمثل إلا نفسه وللسنة مرجعهم». وأضاف أن «ساحات الاعتصام في المحافظات الست الثائرة ماضية في حراكها السلمي، رغم إرهاب الحكومة والانتهاكات الإنسانية ضد المعتقلين في السجون والقتل واستهداف الأبرياء». ودعا «أهل السنة والجماعة إلى الثبات حتى تحقيق المطالب، وعدم الالتفات إلى المغرضين والمفرقين»، وزاد «أهل الفلوجة يطالبون الإدارة المحلية للمحافظة باختيار قائمقام جديد»، خلفاً للقائمقام السابق الذي قتل الأسبوع الماضي. وخاطب المشهداني رئيس الحكومة نوري المالكي فقال: «لن نقبل بإنشاء مطار ومصفاة وحدائق خضراء ومتنزهات. عليك توفير الكرامة لنا أولاً وتحقيق مطالبنا، ولن نسمح بأن تستغلنا لمكاسب سياسية». وفي سامراء قال إمام الجمعة مهدي زياد إن «الاعتصامات ماضية ومستمرة رغم إرهاب الحكومة»، وأوضح أن «ما يمر به أهل السنة من تعذيب وقتل يومي لن يثنيهم عن عزمهم لأنهم أمة مباركة». وأصاف أن «في السجون قوات أمنية تخشى الله وتحرص على دماء الأبرياء، وفيهم قضاة، ولكن الأجهزة الأمنية الظالمة وقضاءها المسيس يخرسهم ويجعلهم يخشون قول الحق، فأقول لهم انطقوا ولا تخشوا شيئاً». وتلا خطيب سامراء بياناً باسم معتصمي المدينة، طالب فيه المجتمع الدولي بالتدخل لوقف «المجازر بحق أبناء السنة والجماعة، وما يطاولهم من قتل يومي واعتقال»، واستنكر اغتيال شيخ عشيرة الغانم في البصرة. إلى ذلك، طالب النائب عن الأنبار محمد الكربولي المالكي بموقف واضح وصريح إزاء ما وصفه ب «تعرض أهل السنة في بغداد والمحافظات من عمليات قتل وتهجير». وقال في بيان امس إن «قتل عائلة في حي الحرية وتهجير عائلات في البياع واغتيال الأئمة، وما تعرضت له منطقة المشاهدة من قتل 17 مواطناً على أيدي المليشيات يستدعي من الجميع الوقوف لمنع الانزلاق نحو الهاوية». وحذر الكربولي رئيس الوزراء من «مغبة إطلاق يد المليشيات وعدم تطبيق القانون»، مبيناً أن «ذلك سيدفع البلاد إلى ما لا تحمد عقباه لأن الجميع سيكون مضطراً للدفاع عن نفسه، وعندئذ سيغيب القانون وتحل محله شريعة الغاب لعدم حكمة الحكومة والأجهزة الأمنية في التعامل مع العراقيين».