يعترف خبراء طاقة سويسريون بأن توليد الطاقة الكهربائية من المصادر الطبيعية المتجددة، في طليعتها الماء والرياح، بات معقداً أكثر من أي وقت مضى، إذ يصطدم بحواجز عدة تفرض على أصحابها إما الانتظار لأشهر لتنفيذ المشروع والحصول على التراخيص اللازمة عبر الخوض في استثمارات قد تكون أعلى مما كان مخططاً، أو الانسحاب من المشروع وتصديره للتنفيذ في دولة أخرى. ويُذكر أن كل كانتون سويسري يتمتع بقوانين خاصة لإعطاء التراخيص لأصحاب توليد الطاقة المتجددة. ولافت اليوم أن هذه التراخيص تستغرق وقتاً طويلاً بسبب آليات بيروقراطية لا ترحم، علماً أن أكثر من 70 في المئة من هذه المشاريع تلقى دعماً مالياً كانتونياً أقره البرلمان السويسري منذ سنوات. وقرر البرلمان توزيع نحو 4.2 بليون فرنك سويسري (4.6 بليون دولار) على كل الكانتونات السويسرية لدعم مشاريع توليد الطاقة النظيفة. ويُقسم هذا المبلغ على الكانتونات وفق معايير معينة منها أهمية الكانتون، داخلياً وخارجياً، ومساحته الجغرافية وثرواته الطبيعية ومدى تلاؤم بيئته مع مشاريع توليد الطاقة النظيفة. ويشير خبراء إلى أن 1223 مشروعاً لتوليد الطاقة النظيفة متوقفة بالكامل لدواع قانونية وبيروقراطية، على رغم توافر الأموال الفيديرالية لدعمه. وتواجه المشاريع الخاصة بتوليد الطاقة من الكتلة الإحيائية، مشاكل قد تؤدي إلى شللها سنوات طويلة، فمعظم الإدارات الكانتونية يؤكد أن هكذا مشاريع لا تتجانس مع سياساتها الطاقوية. وفي ما يتعلق بمشاريع توليد الكهرباء من طاقة الرياح وجوف الأرض والشمس، فتعاني نقصاً في تطلعات أصحابها إلى مستقبلهم الإنتاجي. والمشاريع الخالية من أي نظرة خلال السنوات الخمس المقبلة، تقابلها برودة بيروقراطية سويسرية واضحة حتى لو كان أصحاب المشاريع قادرين على خلق فرص عمل. وفي ظل تراكم مشاريع توليد الطاقة النظيفة، يطالب أصحاب المشاريع حكومة برن بتوحيد قوانين إعطاء التراخيص وتعميمها على كل الكانتونات لتسريع معاملاتهم. ويشير مراقبون في وزارة الطاقة إلى أن الموارد المالية المخصصة لدعم مشاريع الطاقة المائية، وعددها 400، تراجعت خلال العامين الماضيين بأكثر من النصف إلى نحو 1.2 بليون فرنك، ما يعكس اللامبالاة التي تبديها الحكومة إزاء مشاريع الطاقة المائية. وفي ما خص توليد الطاقة الشمسية، فينقصها فريق العمل المتخصص. ولا تزال مشاريع توليد الطاقة المتجددة في سويسرا صغيرة ومتواضعة مقارنة بدول أوروبية وأجنبية أخرى، فالشريان الرئيس لتوليد الطاقة في سويسرا تغذيه محطات توليد الطاقة النووية، التي يولّد كل منها ما ينتجه 100 مشروع طاقة نظيفة سنوياً.