يحملون أسماء عادية، ماكسيم وإيلين ودافيد، هم شباب فرنسيون عاديون اعتنقوا الإسلام واتجهوا نحو التشدد، ما أثار صدمة في مجتمعهم المحلي. يقول رينيه جار لذوي ماكسيم أوشار الذي يشتبه بأنه كان مع مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عندما أقدموا في نهاية الأسبوع الماضي على قطع رؤوس حوالى عشرين سورياً: "لم يذهب بدايةً إلى سورية بقصد الإيذاء". وأوضحت جانين زوجة رينيه وهي تحاول حبس دموعها، مستذكرة فتى كان يلهو مع أحفادها في بلدة بوسك روجيه ان روموا الصغيرة في النورماندي، أن "ماكسيم كان صبياً لطيفاً ولم يكن يعاني أي مشكلات، وربما قاموا بتخديره". ولا تمثل إيلين (17 سنة) التي كشف الإعلام الفرنسي مطلع تشرين الأول (أكتوبر) عن حياتها العادية حتى سن ال15، أو دافيد دروجون الذي قتل مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) بهجوم لطائرة أميركية من دون طيار، نماذج تصوّر الفرنسيين الذين ذهبوا إلى العراق أو سورية للقتال. واللافت أن عاملاً واحداً يجمع هؤلاء الشبان أنهم ينتمون إلى عائلات ملحدة. وكان الخطاب الإسلامي المتشدد يطاول سابقاً شباناً مهمشين على الصعيدين الاجتماعي والعائلي، وقالت مديرة مركز الوقاية من التجاوزات المرتبطة بالإسلام دنيا بوزار، إن "الخطابات المتشددة تؤثر على شباب من أسر مختلفة". وعمل فريق بوزار على معلومات أدلت بها 160 أسرة إلى المركز، وذلك منذ شباط (فبراير) الماضي، وتشير 80 في المئة من هذه الأسر التي اتصلت بالمركز محاوِلةً إفشال توجه أحد الشباب إلى سورية أو العراق، إلى أنها ملحدة. ويشير تقرير إلى أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و21 سنة هم الأكثر تأثراً، كما يوضح أن الإنترنت يشكل الطريقة المناسبة لجذبهم. وأكد معدو التقرير أن "الخطابات الإرهابية الجديدة حسنت تقنيات التجنيد من خلال التحكم بأداة الإنترنت لدرجة أنهم باتوا يستطيعون التأثير على شبان مختلفين تماماً". وتمكَّن المتشددون الإسلاميون من جذب الشبان الغربيين عبر اللعب على خمسة نماذج فعالة، وهي نماذج: "البطل" الذي يغوي الشباب، أو التركيز على التحرك من أجل "قضية إنسانية"، والذي يجذب بدوره قاصرات للتوجه إلى سورية والعراق، أو نموذج الذين يبحثون عن "زعيم"، أو جذب الشبان الذين يرغبون في القتال، أو من يبحث عن النفوذ، وهو نموذج يجذب أفراداً من دون حدود. وأعلنت صحيفة "لوموند" اليوم الثلثاء، أن "عدد الذين اعتنقوا الإسلام يزداد في صفوف تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن "376 فرنسياً موجودون في سورية 23 منهم لم ينشأوا في بيئة إسلامية". ونقلت الصحيفة عن المختص في العالم العربي - الإسلامي جان بيان فيليو قوله إن "اعتناق الإسلام المتشدد يزداد بسبب جهل الدين الإسلامي"، مضيفاً: "المتشددون يجندون أشخاصاً من معارفهم، ما يعني أن اليوم لم يعد هناك نموذج للجهادي لكن بات هناك مزيج من فئات مختلفة ومتباينة، أي أسر ملحدة أو كاثوليكية أو مسلمة أو موحدة أو مفككة". وكانت الشرطة الفرنسية أعلنت أمس الإثنين أنها تحقق لمعرفة ما إذا كان هناك فرنسي آخر قد يكون ضمن الجهاديين الذين قاموا بعملية إعدام جماعية نهاية الأسبوع الماضي. وذكرت السلطات الفرنسية أن "شاباً في ال 22 من عمره قد يكون اعتنق الإسلام".