سارعت شركات كبرى في المنطقة الشرقية، إلى إخلاء موظفيها من مكاتبها عصر أمس، «تحسباً لوقوع أي طارئ»، في أعقاب زلزال وقع جنوبإيران، بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر، شعر به سكان الشرقية، إضافة إلى البحرينيين والكويتيين. وذكر قاطنون في مدينتي الجبيلوالدمام، أنهم أحسوا بهزّة، عصر أمس، ما أجبرهم على الخروج من منازلهم، وسط مخاوف من حدوث هزات ارتدادية، قد تؤدي إلى أضرار بشرية، ومادية. فيما أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد علي القحطاني، في تصريح صحافي، أنه «حدثت هزة أرضية جنوبإيران»، مشيراً إلى أن السكان المتواجدين في الأبراج، والمباني العالية في المنطقة الشرقية، «أكثر من شعروا بالهزة الأرضية». وأكد القحطاني، أنه «لم ينتج عن الهزة الأرضية أضرار بشرية أو مادية تُذكر». وقال: «نحن نتابع مع المرصد الزلزالي في المملكة. وسيتم إشعاركم بأي جديد في حينه». وعن الهزات الزلزالية، ووقوعها الدائم، أوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك الدكتور خالد الزعاق، في تصريحٍ إلى «الحياة»، أنها «أمرٌ متوقع»، معيداً سبب وقوعها في مجال الأحزمة الزلزالية، وذلك من «صميم طبيعة أرضها». وقال: «إن الخليج العربي «ضحضاح»، وليس له عمق، بل إنه عبارة عن أزقّة ضيّقة، لذا فإن انتقال الهزّات والزلازل من إيران، خصوصاً أنها على الشواطئ في الحدود الجنوبية الغربيّة، إلى الجانب الغربي من الخليج أمر معتاد». وأضاف الزعاق، أن «أكثر من يشعر بالهزات الأرضية القادمة من إيران هم سكان المناطق الشرقية في السعودية، ودولتي الكويت والبحرين». وأستبعد أن تصل «الهزات الأرضية» إلى دولتي قطر والإمارات بالقوّة ذاتها. وعزا ذلك إلى «وجود المياه التي تمتصّ هذه الهزّات». وأضاف أن «الارتدادات، إن حصلت، فهي لا تتعدّى مرحلة الإحساس. وهو محصور على البشر والحيوانات، والطيور، والزواحف التي هي أقل من البشر استشعاراً للهزات، مهما بلغت الهزّة الإيرانية». وعن قوّة الهزّة، التي حدثت، كشف رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض المشرف على مركز الدراسات الزلزالية لجامعة اللمك سعود بالرياض الدكتور عبدالله العمري، في تصريحٍ إلى «الحياة»، أن «زلزالاً ضرب عصر اليوم (أمس)، إيران بلغت قوته 5.6 درجة على مقياس ريختر، على عمق 16 كيلومتراً، وهو لا يدعو إلى القلق بتاتاً». وقال العمري: «الزلزال أقرب إلى «مفاعل بوشهر» النووي المعروف»، مسمياً ذلك ب «الاعتيادي». وعزا السبب إلى «حركية المنطقة، وكثرة الزلازل التي تحصل فيها». وأشار إلى أن أقرب المناطق المتأثرة بالزلازل الإيرانية هي الجبيلوالكويت، ثم الدمام والخبر. ودعا إلى ضرورة «أخذ الاعتبارات الهندسية ضمن الأمور المهمة في مناطق المملكة». وأعاد ذلك إلى «حدوث الزلازل بشكل مستمر. ورُبما بشكل أقوى». وطمأن من حدوث أي أضرار جراء مثل هذه الزلازل، واصفاً الزلزال الذي حدث عصر أمس، ب «المتوسط، وسبق أن حدث مثيل له، الأسبوع الماضي، على الحدود العراقية والإيرانية». يذكر أن زلزالاً بالقوّة ذاتها، حدث في إيران قبل نحو 8 أشهر، وصلت تأثيراته إلى المنطقة الشرقية، وعدد من دول الخليج العربي. تسبب في إخلاء المباني، والشركات الكبيرة في المنطقة، وذلك بعد شعورهم بالهزّة في حينه، خوفاً من حدوث أضرار، أو ارتدادات قد تودي بحياتهم. فيما أكدت المديرية العامة للدفاع المدني، «سلامة المواطنين والمقيمين، وعدم حدوث أضرار مادية وبشرية حينها». على رغم أن إيران تعتبر من المناطق التي تقع في النطاق الزلزالي. وحدثت فيها زلازل عدة خلال الأعوام الماضية، وذهب ضحيتها آلاف القتلى.